قرويون يعرضون حياتهم كل عام للخطر من أجل تجديد جسر قديم على ارتفاع 30 مترا

لم تشهد مملكة "الإنكا" القديمة التى ظهرت فى أمريكا الجنوبية اختراع "العجلة" أو اختراع الحديد، وهو ما جعل شعب "الإنكا" يلجأون إلى ابتكار الجسور المصنوعة من الحبال المنسوجة يدويًا للسفر عبر جبال الإندير، حيث امتدت هذه الجسور فوق الوديان والأنهار، ولكن بعد أكثر من 500 عام بقى واحد من أقدم الجسور الحبالية للإنكا التى مازالت باقية وهو جسر Keshwa Chaca الذى يمتد فوق نهر "أبوريماك" قرب "هينشيرى" ببيرو.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل البريطانية"، فقد بنى شعب الإنكا القديمة شبكة كاملة من الجسور لتحريك الجيوش والناس والبضائع بسرعة وكفاءة فوق الجبال، وعلى الرغم أن أوروبا احتاجت 300 عام لتصنع الجسور الحديدية المعلقة، فإن التقديرات تشير إلى أن مملكة الإنكا استطاعت عمل أكثر من 200 برج وكلها مصنوعة باليد، حيث كانت الجسور جزءًا لا يتجزأ من نظام الطرق المذهلة للإنكا والذى يمتد لمساعة 25 ألف ميل بما يعادل المسافة من إكوادور للأرجنتين فى العصر الحالى.

وقد بقى جسر Keshwa Chaca بفضل سكان القرى المحليين الذين أعادوا بناء الجسر كل عام باستخدام نفس الطريقة التى كان يستخدمها الإنكا فى الماضى، حيث يرتفع الجسر عن النهر بارتفاع 27 مترًا، وفى بعض المناطق يصل إلى 30 مترًا، فيما يقول السكان المحليون إن هذا الجسر موجود هناك منذ أكثر من 500 عام.

وقد كان السكان المحليون يبنون الجسر فى الماضى أيام الإنكا كوسيلة لدفع الضرائب، إلا أنهم يبنونه حاليًا من أجل المحافظة على التقليد القديم، حيث يتم تجديد الجسر كل عام فى شهر يونيو، أما عن المواد التى تصنع منها حبال الجسر فهى ""ichu وهو نوع من العشب يشبه القش ويوجد فى بعض الجبال المتفرقة من سلاسة الإنديز، حيث تقوم كل أسرة من الأربعة قرى المجاورة للجسر والمسئولية عن توفير 90 قدم من الحبال المجدولة من العشب.

ويتكون الجسر من خمسة حبال متوازية والتى يبلغ سمكها حوالى 4 بوصات، ويتم تثبيتها على منصة من الحجر على كل جانب، أما عن الأرضية أو الممشى فهى مصنوعة من العصى الصغير، ويتم تثبيتها بشكل عرضى خلال سلاسل وترتبط باثنين من الحبال السميكة بين المنصات، ويحتاج الجسر لثلاثة أيام للتجديد وهو قادر على تحمل وزن 56 شخصا واقفا.