محمود حجاج يكتب: عجوز فى سن العشرين‎

السبت، 29 أغسطس 2015 12:00 م
محمود حجاج يكتب: عجوز فى سن العشرين‎ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن أتم العشرين عامًا فرحًا مبتهجًا بحياة جديدة، بعد أن أكمل تعليمه البسيط، وكان يأمل فى هذه الحياة عيشةً مبهجة.. فخرج يبحث عن عملٍ يكسب منه قوت يومه، فأخذ يبحثُ هنا وهناك عن عمل حتى ولو بسيطا كى يساعد والده على المعيشة فلم يجد.

كان والده فلاحًا بسيطًا فى قرية من قرى الريف التى تنعم بالخضرة الهادئة، ولكنه كان يعمل بأجرٍ بسيط، وذات يوم مرض هذا الأب مرضًا فأصبح لا يقدر على العمل، فبات جليسًا فى المنزل لا حول له ولا قوة .
فوجد الولد نفسه وحيدًا يتحمل مسئولية البيت بعد أن كان مبتهجًا للحياة أخذ ينتابه إحساس الشقا والتعب، وظل يبحثُ عن عملٍ يخرجه وأسرته من ذل الفقر، الذى يعيشون فيه إلى أن وجد عملًا شاقًا ينهك قواه يومًا بعد يوم وكان يتحمل كى يساعد والده على الحياة إلى أن زاد المرض على والده حتى وافته المنية .
مات الأب.. وزادت المسئولية على الابن ومع ضغوط المعيشة الصعبة بات الابن لا يفكر فى نفسه وكل همه أن ينعم أهل بيته من أمه وأخواته الصغار وأن يدخل عليهم البهجة والسرور.

وذات مرة نظر هذا الابن فى المرآة فوجد شخصًا آخر لا يعرفه من قبل، فقد تغير شكله وباتت ملامحه لعجوز ذى شعر أبيض وعينين ذابلتين ومنهكتين .

فأخذ يفكر فيما مضى من عمره، وحينما أتم العشرين عامًا وظل يبكى على حاله من داخله دون أن تخرج دمعة من عينه، وحزن حزنًا شديدًا على نفسه حتى تملكه اليأس من الحياة.

وذات مرة ذهب باكيًا للمسجد ورآهُ شيخ بعد الصلاة وأقبل عليه وسأله: ما بك يا ولدى؟
فرد عليه وقال: ليس بى سوى الحزن على ما مضى وحالى الآن .

فقال له الشيخ العجوز: لا تيأس يا بنى وكن ذا إيمان قوى ولا تقنط من رحمة الله، فأنت تبدو عليك ملامح الشيخوخة وأنت فى سن صغيرة من الهم والحزن .

فقال الولد: يا شيخنا.. إنى أؤمن بالله عز وجل وأعلم أن اللهَ غفورٌ رحيم، ولكنى باكيًا على سنى فإنى عجوزٌ فى سن العشرين..

من هنا نجد أصدقائى أن هموم الدنيا والمعيشة الصعبة، التى نعيشها هى التى تزيد همومنا جميعًا وضغوط الحياة هى التى تجعلنا نيأس من الحياة، ولكننا يجب أن نعلم أن على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك المقاصد.. فيجب أن نفعل ما بوسعنا ونترك الأمور بيد الله عز وجل .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سمية

السودان

عوزة حل زهجانا من الحالة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة