خبراء يكشفون كيف يتحول الشباب من سلفيين إلى دواعش

الثلاثاء، 06 يونيو 2017 08:50 م
خبراء يكشفون كيف يتحول الشباب من سلفيين إلى دواعش الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعترافات أحد الشباب المنضمين لداعش، خلال تحقيقات أمن الدولة، التى أكد فيها أنهم تلقوا دروسًا دعوية من الإخوان وكذلك من بعض شيوخ السلفية وعلى رأسهم ياسر برهامى، فتحت التساؤلات عديدة حول كيف يتحول الشباب من شخصية معتدلة، إلى شخصية إرهابية على استعداد لتفجير نفسها؟

 

خبراء وأساتذة علم اجتماع، وجهاديون، كشفوا طرق تحول الشباب إلى الفكر التكفيرى، وطرق استقطاب الجماعات التكفيرية لهم، خاصة أن المدرستين السلفية والإخوانية عامل مشترك فى طريق تحول الشباب إلى أن يقبل بأن يضحى بنفسه من أجل مصلحة تنظيم.

 

من جانبه قال نبيل نعيم، القيادى الجهادى السابق، والظهير الأيمن السابق لأيمن الظواهرى، إن فكرة تكوين الإرهابى من المهد، تكون بدايتها إما المدرسة الإخوانية أو المدرسة السلفية، نظرًا لأن كلاهما يتعامل مع المجتمع المصرى على أنه مجتمع جاهلى، ويهيئون أفرادهم على أنهم يعيشون فى عزلة شعورية، وأن الدولة التى يعيشون فيها هى دولة كافرة، وهو ما يساهم فى تكوين شخصية إرهابية.

 

وأضاف القيادى الجهادى السابق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تلك التنظيمات والجماعات تصور لأنصارها وأتباعها أنهم يسعون لإعادة الإسلام من جديد، وأن على هؤلاء الأتباع السمع والطاعة لهم، من أجل تمكينهم من إعادة الإسلام وهى المدرسة القريبة من مدرسة داعش، مما يجعل أتباع هذه المدرسة قريبين من الانضمام لداعش وتحويلهم لأشخاص إرهابيين.

 

وأشار القيادى الجهادى السابق، إلى أن مواجهة هذه الظاهرة لابد أن تأتى من خلال التوعية، ومحاربة تلك الأفكار، والشيوخ الذين يلقون هذه التعليمات لهؤلاء الشباب الذين يساهمون فى تحويل الشباب لأشخاص إرهابيين.

 

من جانبها عددت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، الأسباب التى تدفع الشاب لاعتناق الأفكار التكفيرية وتحويله لإرهابى، مشيرة إلى أن أول هذه الأسباب هو توافر البيئة الحاضنة أو الداعمة للإرهابى التى تتمثل فى وجود أفراد ذوى نفوذ دينى، نسميهم شيوخ الفتنة، يوهمون الأفراد أن عليهم دور فى الدفاع عن دين الله بالقتل والجهاد، وخصوصاً الموجه ضد غير المسلمين، وتوفر الأدوات التى يستطيع بها الإرهابى ممارسة مهمته وتدريبه عليها، مثل الأسلحة والمتفجرات، وهذا يعطى الإرهابى إيحاءً بأنه يقوم بعمل جليل، خصوصاً لو كان فى الأصل عاطلاً عن العمل ويشعر بالإهمال داخل مجتمعه، وليس له احترام فى محيطه الأسرى أو المجتمعى.

 

وأضافت زيادة: أحياناً الظروف السياسية تلعب دورًا فى نشاط الإرهابيين، بحيث تعطيهم شرعية، مثلاً أغلب الإرهابيين فى ليبيا وسوريا بدأوا كمتمردين ضد أنظمة الحكم هناك، وتدريجياً انتهجوا العنف كوسيلة للتعبير عن احتجاجهم، ثم تحول بهم الأمر إلى حالة من الجهاد المستمر بلا أى سبب منطقى، موضحة أن مستوى التعليم لا يمكن اعتباره معيارًا، كما كان يقول البعض أن الأقل تعليماً هم الأكثر قابلية لتجنيدهم، بالعكس، هناك دراسة فى جامعة أكسفورد تقول إن 48% من الإرهابيين فى صفوف داعش هم خريجو جامعات، من تخصصات علمية مثل الهندسة والطب والعلوم، والسبب فى ذلك أن خريجى الكليات العملية يميلون إلى قياس الأمور فى شكل معادلات لا تقبل الجدل، أما خريجو الكليات الأدبية والفنية فيميلون أكثر إلى الانتقاد والتشكيك وتحليل الأمور قبل الاقتناع بها.

 

وحول تلقى بعض الإرهابيين دروسًا دينية للشيخ ياسر برهامى، قالت زيادة: كثيراً ما حذرنا من خطر السلفيين وخطر بيانات وفتاوى ياسر برهامى التى تضطهد المسيحيين ليل نهار وتستحل دمائهم، يجب أن يعاقب ياسر برهامى على أى تصريح قاله أو سيقوله فى حق الأقباط، ومن هم مثله أيضاً، ويجب أن يتم محاكمته فى هذه القضية بتهمة التحريض وبث الكراهية.

 

وأكدت زيادة، ضرورة حل الأحزاب الدينية وأولها حزب النور، لأن استمرار وجود الإرهابيين ومروجى الفتنة فى العمل السياسى يعطيهم شرعية فى عين المواطن الذى يبثون إليه سمومهم.

 

من جانبها قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن توجه بعض الشباب للتنظيمات الإرهابية ليس سببه الفقر أو المال، ولكن سببه أيضًا طريقة تربية وتعلم لهؤلاء الشباب، موضحة أن الجماعات التكفيرية تبدأ مع هؤلاء الشباب وهم فى سن صغير، ثم يعتمدون على فكرة الأصدقاء لعمل غسيل مخ لهؤلاء الشباب، ومن ثم يمهدون لانضمامهم إلى تلك التنظيمات الإرهابية .

 

وأضافت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لـ"اليوم السابع"، أن عدم وجود وقاية لهؤلاء الشباب وتحسين لهم من تلك الأفكار التكفيرية فى وسائل الإعلام يساعد فى استقطاب هؤلاء الشباب من قِبَل تلك التنظيمات التكفيرية، بحيث يصبح الشباب مهيأ لأن يفجر نفسه، متسائلة: أين دور وزارة الثقافة؟، وأين دور المثقفين؟ ولماذا لم يتم تخصيص مساحات فى التليفزيون للمثقفين والدعاة المتنورون، لمواجهة هذا التشدد والتكفير.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة