الرئيس الفرنسى يستكمل مسيرته نحو الفشل وتآكل الشعبية.. صحف: "ماكرون" يقود إصلاحات فاشلة ويتهم شعبه بعدم الرغبة فى الازدهار.. وغضب بعد الكشف عن تكاليف "مكياجه" الشخصى بـ26 ألف يورو من خزينة الدولة

السبت، 26 أغسطس 2017 03:00 ص
الرئيس الفرنسى يستكمل مسيرته نحو الفشل وتآكل الشعبية.. صحف: "ماكرون" يقود إصلاحات فاشلة ويتهم شعبه بعدم الرغبة فى الازدهار.. وغضب بعد الكشف عن تكاليف "مكياجه" الشخصى بـ26 ألف يورو من خزينة الدولة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتسع يوما بعد يوم الفجوة بين الشعب الفرنسى وبين فارس أحلامهم، إيمانويل ماكرون، الذى جاء بناءً على رغباتهم فى التغيير فمنحوه بأصواتهم الأغلبية فى انتخابات الرئاسة الفرنسية فى مايو الماضى، لإيمانهم بقدرته على تحقيق وعده بتحقيق الرفاهية والرخاء وإنقاذ بلادهم من الهلاك الذى تسبب فيه الرئيس السابق فرنسوا هولاند، إلا أن الرياح لا تأتى دائما بما تشتهيه السفن، فبعد أقل من 3 شهور له فى الإليزيه، أحبط الرئيس الشاب طموحات وأحلام الفرنسيين.

 

ويشعر غالبية الفرنسيين فى الوقت الحالى بالأسف والندم لانتخاب ماكرون رجل الاقتصاد الذى فرض عليهم تدابير تقشفية تؤثر على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة. ورغم أنه طالبهم بالتنازل والتضحية من أجل بلادهم، إلا أنه لم يلتزم بهذه النصائح ولم يراع ظروف بلاده إذ صرف من ميزانية الدولة خلال 3 أشهر ما يزيد على الـ26 ألف يورو على مستحضرات التجميل.

 

وتعرض ماكرون لموجة شرسة من الانتقادات، إذ اتهمه البعض بأن التدابير التقشفية ليست الأزمة وإنما استغلال ميزانية البلاد من أجل تحقيق مصلحة شخصية.

 

وتداول الفرنسيون على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقات ساخطة على ما فعله الرئيس الفرنسى، وأكدوا أنه تغلب على فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسى السابق، الذى وصفه الشعب بالفشل فى نهاية ولايته.

 

وأجمع الفرنسيون، وفقاً لمجلة "لوبوان" الفرنسية، أن الرئيس الحالى قطع لغة الحوار معهم منذ توليه الحكم، على عكس ما كان معهم فى فترة الحملة الانتخابية، إضافة إلى أنه يطالبهم بالتقشف ويفرض قرارات تقشفية مثل الإقطاع من البلديات الصغيرة، وتخفيض المساعدات الاجتماعية ورفع قيمة السكن، بينما يسمح لنفسه استخدام أدوات تجميل قالت وسائل الإعلام إن فيمتها تجاوزت 26 ألف يورو خلال أخر 3 أشهر، على الرغم أن هولاند الذى انتقده الفرنسيين كان يصرف 6 آلاف يورو شهريا فقط.

 

مجلة فرنسية محلية، كشفت أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أنفق مبلغا كبيرا على أعمال الماكياج الخاصة به خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فى قصر الإليزيه، حسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

 

ولم يكتف ماكرون بهذا الحد من استفزاز شعبه، فرد على انتقاد سياسته الإصلاحية التى توصف بالفاشلة قائلاً على هامش زيارته لرومانيا: "الشعب الفرنسى لا يحب الإصلاحات ويجب أن تشرح له أهمية هذه الإصلاحات".

 

ومن جانبها تساءلت صحيفة " لوفيجارو" إذا ما كان الرئيس ماكرون قد خلع ثوب الملكية الذى يرتديه ونزل على الأرض لمخاطبة الشارع، وهو الذى ابتعد كل البعد عن مخاطبة الفرنسيين، ماضيًا فى نظرته المستقبلية لفرنسا من دون تقبل الانتقادات، بحسب ما قالت الصحيفة.

 

واعتبرت الصحيفة أن ماكرون بات يدرك ضرورة التواصل مع الشعب لكى يقنعه بسياسته المتبعة.  ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يتبع ماكرون سياسة جديدة من التواصل، حيث سيعمد إلى مخاطبة الفرنسيين أكثر من مرة كل شهر لكى يكسر الحاجز بينه وبينهم.

 

ويشار إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية قالت إن إيمانويل ماكرون، أنفق حوالى 26 ألف يورو على التجميل خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسابين مختلفين الأول برصيد 10 آلاف يورو، والثانى برصيد 16 ألف يورو.

 

ونشرت مجلة تفاصيل دقيقة عن الشخص الذى عينه "ماكرون" للاهتمام بتجميله، وهى سيدة تدعى "ناتاشا"، تعاقد معها خلال حملته الانتخابية، وكسبت ثقته وبقيت فى خدمته حتى نهاية ولايته الرئاسية.

 

ويقول مراقبون إن ماكرون ربما يكون فشل فى إعادة الثقة إلى الفرنسيين، والدليل على ذلك تراجع شعبية الرئيس الشاب خلال أول 100 يوما من تنصيبه، فوفقا لآخر استطلاعات الرأى فى فرنسا، أكدت تراجع شعبية ماكرون لتبلغ نحو 36 %، بحسب معهد "إيفوب" لاستطلاعات الرأى.

 

وتدنت شعبية ماكرون وفقًا لصحيفة "لوفيجارو" التى أكدت أن فرنسا لم تعرف فى تاريخها رئيسًا يفقد شعبيته بهذه الوتيرة المتسارعة مثل الرئيس الحالى، وقالت فى تقريرها الذى عنونته "الفرنسيون توقفوا عن حب ماكرون": "منذ تولى الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك فترته الرئاسية الأولى فى عام 1995 كان ماكرون الذى قاد حملة انتخابية مذهله سبباً فى حدوث فجوات كبيرة فى حزبى اليمين واليسار.. والآن أصبح تحت النيران بسبب برنامج الإصلاح العملى وخفض الموازنة والاتفاقات وتأجيل إلغاء الضريبة على السكن التى وعد بها فى شهر يوليو الماضى، إضافة إلى خططه لإنشاء منصب لزوجته بريجيت ماكرون التى أثارت حفيظة قسم كبير من الرأى العام، خاصة بعد منعه مؤخرا لعدد من الوزراء والبرلمانيين من الاستعانة بخدمات أفراد من عائلاتهم".

 

وسقط ماكرون فى اختبارات العدالة الاجتماعية بعد إرجاء ـ بخلاف تعهداته السابقة ـ إلغاء الضريبة التى كانت مفروضة على السكن، فضلاً عن رفع الدعم الذى كان يقدم للمناطق الفقيرة داخل فرنسا، ذلك بخلاف تغيير قانون العمل عبر اللجوء إلى مراسيم حكومية دون الرجوع إلى نقاش برلمانى أو حوار مع مختلف الطوائف المجتمعية.

 

وبخلاف تلك الإخفاقات؛ يظل الصدام الأبرز الذى شهدته ولاية ماكرون الأولى حتى الآن، الأزمة التى نشبت بين الرئاسة الفرنسية والجيش ، بعدما قرر ماكرون خفض ميزانية وزارة الدفاع 850 مليون يورو رغم تحفظات المسئولين وكبار قادة المؤسسة العسكرية، الأمر الذى دفع رئيس الأركان الجنرال بيير دو فيلييه، إلى التقدم باستقالته، مؤكداً استحالة توفير الخطط اللازمة لحماية فرنسا من خطر الإرهاب المحتمل الذى يهدد الدول الأوروبية كافة فى ظل تلك الميزانية المخفضة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة