أكرم القصاص

كأنه

كأنه حزب عقد شيئا كالمؤتمر

الجمعة، 07 نوفمبر 2008 12:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حفله الساهر، انهى الحزب الوطنى أمس مؤتمره الخامس، وسط حراسة أمنية وكلاب شرسة، ومئات من سيارات الأمن المركزى، وأمن الدولة، لحراسة مؤتمر يقول إنه «جماهيرى».. مع أن مؤتمرات الأحزاب كما جرت العادة فى العالم، تعقد علنا، وفى الهواء، وتتحدث للناس.

وطوال أيام المؤتمر، لم يتوقف أمناء الكلام فى الحزب عن التباهى، بأنهم حزب الجماهير الكاسحة، والسياسات المكتسحة، والعضوية التى تبلغ ثلاثة ملايين عضو فى عين العدو والأحزاب المعارضة، أمين سياسات الحزب جمال مبارك يتهم المعارضين والمنتقدين بأنهم يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وينسى إنه وحزبه ركبوا عجلة التاريخ ويرفضون النزول من فوقها، أو حتى إعطاء «لفة للجماهير»، العريضة البائسة التى يتحدثون نيابة عنها، الجماهير التى حضرت فى أوراق الحزب وخطب وكلمات قياداته، وأمنائه، وغابت عن العرض الحصرى على قناة المحور الفضائية.

فى العالم كله، الأحزاب القومية، تواجه معارضة قوية، إلا عندنا، فى الحالة التى تشبه السياسة، يتفاخر الحزب الحاكم بأن المعارضة ضعيفة ومتهالكة، ومفككة، ومتصارعة، من دون أن يشعر بأى حرج، وهو الذى لم يدخل فى منافسة، أو يجرب قوته فى انتخابات حقيقية، نوابه جميعا وصلوا للبرلمان إما بالتزوير، أو بشراء الأصوات، وهى جرائم مسجلة فى أحكام النقض، وشهادات القضاة، واعترافات قيادات الحزب نفسه، فى مناسبات عديدة، آخرها مؤتمره الخامس، واحتل أعضاؤه المجالس المحلية، فى «انتخابات بيضاء»، لم ترق فيها «بطاقة انتخاب» حقيقية. وبعد كل هذا يجد السادة أمناء التنظيم والسياسات الشجاعة ليعلنوا أنهم ينتمون لحزب جماهيرى، ذى عضوية كثيفة، ويتحدون معارضة، مصنوعة بأيديهم، ومعدة فى مصانع لجنة الأحزاب التى يسيطر عليها الحزب.

الوطنى يزعم الانتماء لاقتصاد السوق، ويتحدى أهم مبادئه.. المنافسة. التى تمنح الاقتصاد قوته، وتنتصر للجودة، فى السوق والسياسة، لكن الحزب وعلى عكس ماهو معروف فى العالم يدعم الاحتكار فى الاقتصاد، وفى السياسة، يخلط بين الحزب والدولة والحكومة والبرلمان، فى تنظيم سياسى واحد، يفتقر إلى الصلابة، أو التماسك والتجانس، يتصرف كحزب، ويعقد اجتماعات تشبه المؤتمرات، ويهاجم أحزابا كالمعارضة، فترد كأنها معارضة، وكل ذلك ليس كذلك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة