ليس من قبيل الإضافة القول إن التاريخ والحضارة الفرعونية لهما نكهة مختلفة لدى المجتمع الأوروبى، والمواطن الأوروبى الحريص كل الحرص على إقامة حفل استقبال أسطورى لأى من الآثار الفرعونية عند زيارتها لبلادهم مثل جولة متعلقات وكنوز توت عنخ آمون فى المتاحف هناك وغيرها من الآثار الفرعونية القديمة التى تجوب البلدان الأوروبية لكى تعرض على العالم عبق التاريخ وقوة الفرعون المصرى القديم.. وتقدمه المذهل.
الإنجليز الذين يملكون العديد من الآثار الفرعونية القديمة منذ أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر، ويحتفظون بها فى كبرى المتاحف الإنجليزية فى العاصمة لندن وغيرها من البلدان داخل إنجلترا يعلمون جيدا أن التاريخ المصرى القديم له كامل التقدير، وكذلك يعرفون ماذا فعل الفرعون المصرى من إنجازات عجز علماء العصرى الحالى إلا القليل منهم فى فك طلاسمها، تلك المتاحف التى يتهافت عليها الإنجليز لمشاهدة الآثار الفرعونية ويضطرون فى بعض الأحيان لشراء تذاكر المتاحف من السوق السوداء لرؤية تابوت أو تمثال لمواطن مصرى يحمل اسماً من أسماء الفراعنة.
إنجلترا الدولة المستعمرة لمصر فى السابق والصديق المقرب فى الوقت الحاضر استعدت لاستقبال فراعنة الحاضر وتاريخ مصر الحديث الممثل فى المنتخب الوطنى الذى أصبح بما لا يدع مجالا للشك نقطة فاصلة فى تاريخ مصر الحديث فى غياب أى إنجاز مصرى فى أى من فروع الحياة البشرية، حيث بدأ الإنجليز - قبل المباراة بيومين فى الاحتفال بالمنتخب الوطنى من خلال الإقبال على شراء الـ«تى شيرتات» الخاصة بمنتخبنا والأعلام المصرية، بنهم يراه القاصى والدانى هناك مذهلاً.
ويبدو أن الإنجليز بقدر احترامهم وتقديرهم للتاريخ الفرعونى يقدرون ويحترمون المنتخب الكروى الوطنى وأصبحوا متلهفين لمشاهدة التاريخ المعاصر لمصر والمتمثل فى لاعبى المنتخب وهم يصولون ويجولون فى ملعب ويمبلى الشهير، ومثلما يشترون تذاكر المتاحف من السوق السوداء بضعف ثمنها فهم اشتروا تذاكر مباراة المنتخب الوطنى أمام منتخب إنجلترا التى ستقام غداً الأربعاء من السوق السوداء أيضاً وبأسعار مضاعفة.
الكرنفال الإنجليزى الذى أقيم لمنتخب الفراعنة يؤكد أن هذا المنتخب هو التاريخ الحاضر وامتداد واضح لتاريخ عريق سطره الفراعنة القدامى بإنجازاتهم.
فاصل أخير
المنتخب الوطنى يستحق التكريم والكرنفال «الشيك» الأوروبى الذى أقيم فى عاصمة الضباب لندن لأن اللاعبين ومن قبلهم الفرعون المصرى الأصيل حسن شحاتة سطروا تاريخاً جديداً لمصر، ونجحوا فى الدخول ضمن قائمة عظماء الكرة فى العالم، وأيضا يجب أن نكون فى غاية السعادة لتحقيق كرة القدم ما لم يحققه من يدعون عالميتنا، وتركونا فى محليتنا غارقين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
