أكرم القصاص

حكومة "سيدى العريان"

السبت، 22 مايو 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يبدو أن هناك نهاية للمظاهرات والاحتجاجات التى أغلبها جاد وبعضها هازل، لكن المشترك فى كل هذا أن أمل هؤلاء يتناقص كل يوم فى الوصول إلى حل، فتبدأ العروض المختلفة من نصب المشانق إلى تسلق الأشجار، وحتى خلع الملابس والوقوف عرايا لعلهم يجذبون أنظار الحكومة أو البرلمان، وفى الغالب لا أحد من هؤلاء يفعل شيئا، فيضطر المتظاهرون للتصعيد حتى آخر مدى.

لقد تطورت الهتافات وأصبحت المظاهرات أقرب إلى كرنفالات وعروض مسرحية، تشمل رقصا وغناء، وهو أمر إيجابى، لأن الصراخ والعويل لا يجذب المارة، بينما الرقص والغناء والهتافات خفيفة الدم تجعل من السهل تجمع متفرجين يضاعفون من تأثير التظاهر.

غالبية المحتجين ضحايا لسياسات الخصخصة التى تحولت إلى منهبة، أضاعت الشركات وحقوق العمال، وخربت البيوت، أو قرارات حكومية تصدر من حكومة خواجات لا تعرف عن الناس شيئا.

عمال المصانع المباعة، وموظفو مراكز المعلومات والمعاقين والفقراء، وكل من له مشكلة أصبح يجد من السهل عليه تنظيم مظاهرة ليرفع فيها مطالبه، والغريب أن الهتافات تبدأ من مخاطبة الحكومة ثم البرلمان ولما يخيب رجاء المحتجين يتوجهون إلى الرئيس وأسرته، لأنهم يكتشفون أن كل هذه المبانى التى فى شارع مجلس الشعب تخلو من مسئول تكون لديه الشجاعة لمقابلة المحتجين، ومعرفة مشكلتهم التى قد تكون بسيطة ويمكن حلها.

لم يحدث أن تحرك وزير أو رئيس الوزراء أو البرلمان قبل أن يتلقوا تعليمات من الرئيس، وفى الغالب أصبحت أجهزة الأمن هى التى تتفاوض مع المحتجين لتبحث حالاتهم، وبالتالى فقد تخلت الحكومة ومعها البرلمان عن مهامهم إلى أجهزة الأمن التى أصبحت تقوم بدور ليس من مهامها، لأن صاحب المهمة تخلى عنها.

فالدكتور نظيف يفضل الإقامة فى القرية الذكية، وعقد لقاءاته فيها، وكل وزير له مكان مختار يقابل فيه أصدقاءه، دون أن يتعب نفسه بضجيج المظاهرات التى أصبحت تتطور فى الشكل والمضمون، وفى حالة الهروب الدائم للبرلمان والحكومة من مواجهة المحتجين ربما يتحول شارع مجلس الشعب إلى مسرح مفتوح، وساعتها يمكن أن يكون أكثر فائدة للسياحة، ومثلما فعل أبطال فيلم أمير الظلام عندما سرقت ملابسهم وأعلنوا أنهم يتجهون لمولد سيدى العريان، فقد خلع المتظاهرون ملابسهم أو كأنها سرقت منهم فى الخصخصة والسمسرة، وتظاهروا أمام حكومة سيدى العريان، وبرلمان سيدى العريان، لأنهم عرايا من القرار ومن القدرة على التصرف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة