عادل السنهورى

مليونية الصوفية

الإثنين، 08 أغسطس 2011 08:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الطرق الصوفية جاء دورها الآن فى الحشد فى مليونية جديدة ردا على مليونية السلفيين وجماعات الإسلام السياسى فى 29 يوليو الماضى التى كان من المفترض أن تكون جمعة «لم الشمل»، وتحولت بقدرة الهتافات إلى جمعة تفريق الشمل.

الصوفيون أعلنوا عن قدرتهم على حشد أكثر من 5 ملايين شخص بالتنسيق مع اتحادات الأقباط والقوى الليبرالية واليسارية، للتأكيد على وحدة المصريين ومدنية الدولة التى لا تتخاصم مع الدين ورفع شعار «مصر للجميع».

تداعيات جمعة 29 يوليو كانت مفزعة وأحدثت الانقسام والتمزق فى الجماعة الوطنية، وشوهت الصورة الجامعة التى كان عليها ميدان التحرير منذ 25 يناير، حيث كان الكل فى واحد تحت شعار «ارفع راسك فوق انت مصرى». القوى الليبرالية واليسارية وائتلافات الثورة التى انسحبت من جمعة 29 حذرت من الانقلاب على وعود مدنية الدولة التى أكد عليها المجلس العسكرى، والتأكيد على عدم السماح بأى تيار أو جماعة بالقفز على السلطة فى مصر.

لذلك تأتى الدعوة لتعديل مسار دفة الثورة إلى ما كانت عليه من قبل مليونية تفريق الشمل فى مليونية 12 أغسطس الجمعة المقبل، للتأكيد على الصورة الجامعة للميدان والقوى الثورية والليبرالية واليسارية وإعادة الحيوية من جديد فى الصورة المشرقة لوحدة المصريين بكل طوائفهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية والدينية دون تشتيت أو تفريق.
المظهر الإيجابى فى المليونية القادمة هو التحرك الصوفى نحو معترك الحياة السياسية لأول مرة، والطرق الصوفية بأعدادها الضخمة قوة لا يستهان بها إذا قررت خوض غمار السياسة على أرضية الديمقراطية ودولة القانون والدستور، وربما تغير كثيرا فى معادلة القوى السياسية الجديدة والتقليدية، فما بين 8 إلى 10 ملايين صوفى فى الطرق الصوفية فى مصر قوة كبيرة إذا انتظموا فى العملية السياسية وانخرطوا فى أحزاب وحركات سياسية.
فى النهاية، لا نريد المليونية القادمة فى مواجهه مليونية 29 يوليو، فالقضية الآن ليست فى استعراض قوة أو قدرة على الحشد أو لعبة التباهى بالمليونيات، فثورة يناير تنتقل الآن من مرحلة أولى إلى مرحلة أوسع لتحقيق الأهداف الكبرى فى مشروع التحول الديمقراطى والتغيير الاجتماعى والنهضة الاقتصادية، وهى المرحلة الأهم والأخطر فى مراحل الثورة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة