جمال أسعد

الحل هو فك هذا الاشتباك

الثلاثاء، 31 يناير 2012 09:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان يوم 25 يناير الماضى والموافق مرور عام على تفجير ثورة يناير، يوماً مشهوداً يضاف إلى أيام الشعب المصرى التاريخية تصحيحاً لذلك التاريخ الذى كان لا يهتم بغير تاريخ الأنظمة والحكام، فيوم الأربعاء الماضى قد أثبت الشعب المصرى أن الثورة لا ولن تكون ثورة تخمد أو هبّة تسحق ولكنها كانت ومازالت وستظل ثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها مهما حاولوا إيقاف مسيرتها أو انحراف طريقها أو إخماد زخمها، وبالرغم من محاولة التخويف الفاشلة التى سبقت تلك الذكرى، والادعاء بأن هناك مؤامرة لحرق مصر فى هذا اليوم، وذلك للترعيب والترهيب والتخوين، ولكن كان الشعب المصرى كعادته مصراً على سلمية هذه الثورة تلك السلمية التى أبهرت العالم كله بنتائجها الثورية بسقوط مبارك، فكان خروج الشعب المصرى مرة أخرى بكل فئاته وطبقاته وأعماره استعادة للتوحد المصرى، واستحضارا لروح التحرير، وكل هذا قد أكد وأعلن مرة أخرى أن الشرعية الثورية مازالت تستمد تواجدها من الشعب وأن شرعية الميدان مازال لها الدور المطلوب ولا ولن تلغيها شرعية البرلمان مع أن البرلمان كان نتيجة لاختيار شعبى من خلال انتخابات غير مسبوقة بالرغم مما شابها من تجاوزات وسلبيات، ولذا فلا يجب أن يكون هناك هذا الخلاف وذاك الاشتباك، فالشرعيتان لابد أن تتوافقا وتتكاملا ولابد أن يعلم كل من الشرعيتين أنه لا تفعيل لدور كل منهما- لاستكمال الثورة التى لم تكتمل بعد- إلا بذلك التوحد، فهما طرفا المعادلة الثورية، فالشرعية الثورية لولاها ما كانت الشرعية الدستورية، ولا حلم أو تخيل أصحاب الأغلبية الحصول عليها، كما أن الشرعية الدستورية هى الأداة التشريعية والسياسية التى تملك القرار لتحقيق وتجسيد مبادئ الثورة على أرض الواقع، وهذا يتطلب أن يكون مجلس الشعب مجلساً لثورة يناير لا مجلساً بعد ثورة يناير، والأهم أن يعلم كل منهما أن الشعب المصرى هو أبو الشرعيتين، وهو الذى أتى بهما، وهو الذى يمكن أن يسحب الثقة من كل منهما لو حادتا عن طريق الثورة وتحقيق مطالبها، ولذا لابد من الإسراع بالاتفاق على إنهاء تلك المرحلة الانتقالية حتى يتم تسليم السلطة إلى سلطة مدنية بعد تسليم المجلس العسكرى لها، وهنا بلاشك فإن الاختلاف والتباين حول تسليم السلطة هو نتاج لفقدان الثقة بين كل الأطراف، فهناك فقدان ثقة فى المجلس العسكرى الذى لم يعد له رصيد لدى الرأى العام مثلما بدأ فى 11/2/2011. وكذلك فالثقة مفقودة بين قطاعات كثيرة أهمها العلمانيون والليبراليون وبين التيار الإسلامى الذى تعامل بكل الطرق منها المشروعة والديمقراطية، ومنها غير ذلك، للوصول إلى أغلبية مجلس الشعب.
وأعتقد أن من إيجابيات مظاهرات 25 يناير الماضى أن كل الأطراف قد وصلتها رسالة الشعب وقد سمعت جرس الميدان، ما يجعلنا واثقين أن المجلس العسكرى سيقوم بتسليم السلطة فى آخر يونيو القادم، بدون مواربة ولا التفاف، كما أن مجلس الشعب بأغلبيته غير المريحة حتى الآن ستعى الدرس وتدرك أن عهد الوطنى المنحل قد ولى ولن يعود بالرغم من تلك الممارسات التى كانت فى جلسات المجلس الأولى، التى استحضرت روح الحزب الوطنى، وعلى قوى الثورة أن تعلم أن الميدان هو إحدى الآليات الثورية ولكن ليس كلها، والأهم هو تنظيم ثورى يوحد، ووعى ثورى يوجه، حتى نحقق جميعاً ثورة غالية على الجميع، لأنه قد دُفع فيها دم الشهداء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير فهمى معبد

كلامك اتغير 180 درجة بعد اختيار اعضاء الشعب المعينين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة