بالتأكيد ستشعر بالصدمة لهول الفروق بينهما، وكيف تحولت هذه الشوارع الفخمة إلى وضعها الآن، وتبدل البهاء السابق لكل هذا القبح، أسئلة كثيرة لا تجد لها إجابات فقط تؤمن بهذه المقولة الساخرة "احترس مصر ترجع إلى الخلف"، فى الطبيعى والمعتاد أن تكون الدول قبيحة فتتجمل، جاهلة فتتعلم، متأخرة فتتقدم، إلا فى مصر فهى تحولت من القمة إلى القاع.
حوار أحمد حلمى لمحررة اليوم السابع
وتعد منطقة وسط القاهرة هى الشاهد الأكبر على هذا التحول المرعب، انتظرت هذه المنطقة المغلوبة على أمرها حتى يأتى من يمد لها يد العون ليحول القبح الذى ساد فى السنوات الأخيرة إلى جمال ويعطى لها قبلة الحياة من جديد ليعيد إليها مجدها الذى كان.
شركة الإسماعيلية قررت أن تقبل تحدى التغيير، وقررت تطوير هذه البقعة من المحروسة تحت رعاية شركة مساهمة مصرية يشارك فيها عدد من رجال الأعمال المصريين.
بعد أن أغلق مسرح "راديو" أبوابه خلف المذيع الساخر "باسم يوسف" قررت الشركة أن تفتحه من جديد ليس لتجربة برنامج آخر ولكن لإعادة الأعمار، القرار كان صعبا بالتأكيد ولكن الحلم هو المحرك الأساسى لهذا الأمر، هكذا بدأ أحمد حلمى، مدير شركة الإسماعيلية، حواره مع "اليوم السابع" ومتحدثا عن التجربة من بدايتها وما هى المراحل المقبلة.
أحمد حلمى
فى البداية تحدث "حلمى" عن الشركة وهدفها قائلا: «منذ عام 2009 قمنا بشراء عدد من الأماكن الأثرية فى منطقة وسط القاهرة، بهدف إعادة تطويرها من جديد وإعادتها لما كانت عليه فى الماضى ومن بين هذه الأماكن كان "مسرح وسينما راديو" و 22 عمارة من بينهم "عمارة كوداك" و"عمارة كافيه ريش"، وهذه هى المرحلة الأولى وهى شراء الأماكن التى نريد إعمارها من جديد، هذه الشركة هى فى الأساس شركة مساهمة مصرية بها عدد من رجال الأعمال أبرزهم "سميح ساويرس" والذى يملك حصة كبيرة فى هذه الشركة وعدد آخر من رجال الأعمال كما يشاركنا بها أيضا صندوق دعم خليجى».
ويضيف لـ"اليوم السابع": "أما المرحلة الثانية وهى إعادة التطوير لهذه الأماكن التى قمنا بشرائها، والتى من بينها مسرح وسينما "راديو" ولم نقم به بأى نشاط منذ 2009 سواء تأجير أو تجديدات بسبب الظروف التى مرت بها البلد والثورة خصوصا أن وسط القاهرة كان هو بؤرة هذه الأحداث فقررنا تأجيل المرحلة الثانية إلى أن تستقر الأوضاع، وفى هذه الفترة قمنا بتأجير المسرح للشركة المنتجة لبرنامج "البرنامج" للإعلامى "باسم يوسف"، وعلى الرغم من أن التجربة انتهت إلا أن مكسبنا من وراء هذا الأمر كان هو أن الشباب عاد من جديد إلى هذا المكان الهام والذى بات مهجورا لسنوات طويلة، وفى هذا العام وتحديدا بعد استقرار الأوضاع قررنا أن نبدأ فى مرحلة التجديدات وكانت القرارات الأخيرة للحكومة بخصوص الباعة الجائلين هى الدافع لنا على أن نبدأ فى التطوير".
يستكمل "حلمى حديثه" : "رصدنا ميزانية 150 مليون جنيه هو ثمن مشروع التطوير الخاص فقط بسينما ومسرح راديو فى البداية سنقوم بعمل التطوير من الخارج لتعود المنشأة بالكامل إلى الشكل الذى كانت عليه فى الثلاثينيات وهذا هو الإنجاز الأول لنا وقد حددنا شهر يناير من العام الجديد ليكون هو الافتتاح لهذه الخطوة الأولى تمهيدا لعدد من الخطوات اللاحقة التى تتعلق بتطوير السينما والمسرح من الداخل بما يتناسب مع العصر الحالى، فمثلا هذه القاعة الكبيرة التى كانت تستخدم فى الماضى كصالة عرض من الصعب الآن استخدامها الاستخدام نفسه إلا فى حالة الاعتماد على تقنيات جديدة مثل "شاشة عرض ثلاثية الأبعاد" وغيرها من الأفكار".
الترميم من الداخل سيكون هو المرحلة التالية فى العام المقبل ومن المقرر أن نتعاقد مع شركات كبيرة لديها الخبرة فى إدارة هذا الصرح العظيم، لم نكتف فقط بتطوير السينما والمسرح بل قمنا بشراء قطعة أرض كبيرة خلف المبنى لتكون منطقة خدمية لهذا المبنى ونفكر فى أن نحوله إلى مكان مخصص للمطاعم والكافيهات لكى نقدم لمن يأتى إلى هنا خدمة متكاملة فضلا عن أن هذا المشروع سيوفر الكثير من فرص العمل للشباب".
جانب من الحوار
مسرح راديو
موضوعات متعلقة...
بالصور.. تطوير أكثر من 22 عقارا تاريخيا فى القاهرة الخديوية
