عادل سعد يكشف المستور.. بكتاب "كلمات أحمد فؤاد نجم الأخيرة"

الخميس، 04 ديسمبر 2014 02:07 م
عادل سعد يكشف المستور.. بكتاب "كلمات أحمد فؤاد نجم الأخيرة" جانب من حفل التوقيع
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة مرور عام على رحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، عقد أمس حفل توفيع كتاب «كلمات أحمد فؤاد نجم الأخيرة»، لمدير تحرير جريدة المصور الكاتب الصحفى عادل سعد، والكتاب صادر عن دار روافد للنشر والتوزيع، ويتصدر الكتاب مقال للأستاذة الناقدة والأديبة صافى ناز كاظم ويختتم صفحاته بمقال آخر لنوارة نجم بعنوان: «يوم الأربعاء » رحل نجم يوم الثلاثاء 3 ديسمبر، وما بين المقالتين يستعرض الكاتب جانبا مهما فى حياة الشاعر النبيل أحمد فؤاد نجم وعلاقته بالشيخ إمام ورأيه فى عدد من الشخصيات السياسية والفنية كعبدالناصر وأم كلثوم والشيخ محمد رفعت ومحمد عبدالوهاب، هذا بخلاف ست حلقات تعد الجزء الثالث من حلقات الفاجومى وثلاثين حلقة عن أيام نجم فى حوش قدم وحواريها العتيقة، عندما تقابل الشاعر نجم والملحن الشيخ إمام .

يقول مؤلف الكتاب عادل سعد: مع تطور النقد الأدبى انقرض فن الهجاء، لم يعد مقبولًا أن يقف أحد الشعراء، ليتعمد الفُحش والخوض فى الأعراض وسب آباء الآخرين، لكن مصر الكنانة شهدت ثورة فى ستينيات القرن الماضى، فلم يعد الشاعر الهجّاء درعًا لقبيلة أو نسب، بل صارت قبيلته مصر، وخصومها كل أعداء الوطن، من لصوص المال والصحف الفاسدة وزبانية السجون، وعلى رأس هؤلاء الحكام العملاء. انفجرت أولى موجات الهجاء فى رأس مجنون تعرض للصعق بالكهرباء فى مستشفى الأمراض العقلية، على يد زبانية النظام، ووقف الشاعر نجيب سرور، يتسول فى ميدان سليمان باشا من العابرين، واقتحم المشهد هجّاء آخر، لهث خلفه كل الشعراء، ومن هؤلاء نزار قبانى نفسه، هو أمل دنقل الذى كتب فى مقدمة ديوانه: «العهد الآتى » تعديا طفيفًا للكلمات المعهودة لمفتتح إنجيل العهد الجديد: «أبانا الذى فى المباحث. نحن رعاياك باق لك الجبروتُ، وباق لنا الملكوت، وباق لمن تحرس الرهبوت، تقدست.. تعاليت.. قد يتبدل رسمك واسمك، لكن جوهرك الفرد لا يتحول".

ومن بين المعدمين علا صوت أحمد فؤاد نجم، ليسب آباء وأمهات كل الذين أهانوا مصر وباعوها، وينفجر غاضبًا ضد كل اللصوص: «يعيش التنابلة فى حى الزمالك، وحى الزمالك مسالك مسالك، تحاول تقرب تهوب هنالك تودر حياتك بلاش المهالك، لذلك إذا عزت توصف حياتهم تقول الحياة عندنا مش كذلك، وممكن يصادفوك ف وسط المدينة إذا مر جنبك أتومبيل سفينة قفاهم عجينة كروشهم سمينة جلودهم بتضوى دماغهم تخينة، سنانهم مبارد تفوت فى الجليد ما فيش سخن بارد بياكلوا الحديد.. إلخ .» تلك القصيدة تحديدًا أدخلت أحمد فؤاد نجم السجن، وكان الضابط الذى حصل على نسخة ورقية منها مكتوبة بخط نجم، المقدم حسن أبو باشا، الذى ترقى نظير جهوده فيما بعد وزيرًا للداخلية. دخل نجم السجن 18 عامًا على فترات متقطعة، واعتُقل أمل دنقل ومات فقيرًا بداء السرطان، وضرب الجنون عقل نجيب سرور، لكن تطويرهم المذهل لشعر الهجاء البغيض، ليصبح فن الهجاء النبيل، المدافع عن الفقراء والمهمشين والمعتقلين، ظل الأكثر شهرة رغم أنف الحكام وشعرائهم السجاجيد وكتبة المباحث.

أما الشيخ إمام عيسى فقد ولد فى مطلع القرن العشرين ) 1918 فى قرية أبوالنمرس، وأصيب عند ولادته برمد حُبيبى، ولجأت أمه لداية ساعدتها فى الولادة، حشت عينيه بروث الجاموس، وواظب مرات، حتى انطفأت عيناه. كانت أمه يطاردها ذنب فقدانه للبصر، وأبوه يصر على التخلص من طفلها الضرير عند أقرب صندوق نفايات، وقد كان، وأول ما ختم إمام القرآن فى الكتاب، انتزعه أبوه من أمه وتركه فى الشارع أمام رصيف ملجأ «الجمعية الشرعية » بالقاهرة ورحل.. قضى إمام شهورًا بالملجأ يأكل ويشرب، وطرده المشايخ بعد أن ضبطوه يستمع للشيخ محمد رفعت، وصار ينام فى مسجد الإمام الحسين، طفلً جائعًا يتلقى الصدقات. أحد المحسنين سأل: «تقرأ القرآن يا مشيخة؟» وحمله على حنطور، وبعد أن تلقى الأجر والثواب على قراءة ما تيسر من الآيات فى طهور طفل وسرادق عزاء، كان إمام يلهج بالدعاء للرجل المحسن عائدًا معه للحسين، كان الوقت ليلً، وفى منتصف الطريق، أمره الرجل بصوت خشن بأن ينزل من العربة، وأوسعه لكمًا ولطمًا، وجرده من مكاسب إحياء الليلة، وحسنات سيدنا الحسين السابقة، وأجبره أن يخلع الجبة والقفطان والعمامة، ونزع قميصه وسرواله الداخلى، فى عز البرد، ليعرف فيما بعد أنه تُرك كالدودة عاريًا ينزف دمًا من الضرب فى قرافة المجاورين. فى التوقيت نفسه تقريبًا، جاء أحمد فؤاد نجم إلى الدنيا فى 1929، وانزلق من رحم أم أنجبت 17 بطنًا، مات منهم 11 طفلً، وبقى 6 أطفال، وضاع فى الشوارع واحد وتبقى خمسة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة