محمد على سليمان يكتب: داعش وبرنامج الراقصة

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 02:01 م
محمد على سليمان يكتب: داعش وبرنامج الراقصة برنامج الراقصة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتعجب كثيرا من ظهور داعش وبرنامج الراقصة فى وقت واحد، وكأننا أمام اختيارين لا ثالث لهما، إما التشدد والغلو إلى أن تصل إلى مرحلة التطرف الدينى، أو التسيب إلى أن تصل إلى مرحلة الانحلال الخلقى.

ولا أجد تفسيرا منطقيا لظهور داعش فجأة فى الأزمة السورية، وبدلا من أن تتحد مع جبهة النصرة والجيش الحر، لمواجهة عدو مشترك كما يرون وهو بشار ونظامه، أجدها بغرابة تهاجم جبهة النصرة، وتقتل فى الجيش الحر، وكأنها أتت لتنفيذ هدف معين لا يعلمه إلا من أرسلها.

وعندما يبدأ النظام السورى فى امتلاك زمام الأمور نسبيا، وتبدأ الحرب فى نهايتها، وتبدأ كل الأطراف المعادية للنظام السورى فى التدهور والانحلال، أجد داعش تترك المشهد بغرابة كما ظهرت بغرابة وتترك سوريا وتذهب للعراق.

وكما ظهرت فى مشهد سوريا بدون سابق إنذار، نجدها تظهر فى العراق ولكن بقوة أكبر، وبدون هدف محدد معلن وبتسليح أعلى، هذا التسليح الذى أجده غريبا فهو تسليح لا تملكه إلا جيوش دول عظمى، وتبدأ فى نشر إرهابها واستيلائها على المدن واحدة تلو اأمخرى، وكأنها تحارب جيشا من الشطرنج، فلا مدينة تقاوم أو بشر يقاتلونهم، وبعد أن تستولى على مدن محددة لها سلفا من قبل من أرسلها، وما أن تقترب من الدولة الكردية – المزمع إقامتها بعد تفتيت العراق – نجد أمريكا تهب وتبدأ فى ممارسة دورها كشرطى للعالم وتبدأ فى ضرب داعش بالطيران.

العجيب فى الأمر أن داعش تظهر كرمز للتطرف الدينى، فترد عليها قناة فضائية مصرية بظهور برنامج الراقصة كرمز للانحلال الأخلاقى، ولا أعلم كيف أجد من يدافع عن هذا البرنامج، الذى يصطدم بأخلاقياتنا وثقافتنا كما يصطدم بديننا.

وأجد من يدافع عن ظهور البرنامج بدعوى الحرية، كمن يدافع عن داعش بالضبط، فلا فرق بينهما، فالأولى تلعب على الغرائز واستثارة المشاهد، الذى قد يدفع بعض الشباب إلى التنفيس عن هذه الاستثارة بالتحرش، هذه الظاهرة المقيتة التى أصبحت تهدد شوارعنا ولم تسلم منها حتى الفتيات المحتشمات.

أما داعش فهى تلعب على استثارة حماس الشباب، وتهييج المشاعر الدينية فى قلوبهم بدافع الجهاد عن الدين، واستمالتهم بمفاهيم مغلوطة للدين، فنجد شبابنا ينجرفون إلى هذا التيار الجديد، فيذبحون ويقتلون بدم بارد وذلك لأنهم اقتنعوا بأن ذلك تقربًا لله.

وما آراه أن داعش وبرنامج الراقصة وجهان لعملة واحدة، أحدهما التشدد والأخر الانحلال، ولكن من ينفر من هذه وتلك ويريد أن يحيا حياة وسطية بلا غلو ولا انحلال فأين يجد مبتغاه؟!










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة