شيماء عبد الشافى تكتب: فاكر زمان؟

الإثنين، 12 يناير 2015 04:07 م
شيماء عبد الشافى تكتب: فاكر زمان؟ الاحتفال بشهر رمضان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مين فينا ما بيحنش لأيام زمان، ونفسه إن الزمن يرجع بيه من تانى؟!
ومين فينا اصلا ماكنش نفسه يعيش فى زمن غير اللى هو عايشه دلوقتى!
زمان لما كانت الحياة بسيطة جدًا عن دلوقتى والناس كمان كانت بسيطة بزيادة فى تصرفاتها وأفعالها.. يمكن حياتهم كانت أصعب من وقتنا ده فى حاجات كتير بس الأكيد إنها كانت فى أسلوبها معنى للحياة اللى بجد.

كان فيها الناس تعرف بعض كويس جدًا وتلاقى الكل قريب من بعضه وكل واحد واقف مع التانى عشان بيحبه مش عشان مستنى منه حاجة أو ممكن يكون حكم العشرة والمعرفة أو حتى الجيرة خليته لازم يعمل كدة من غير تفكير.

زمان كان الجار جار.. والصديق كان صديق بمعنى الكلمة، وحتى الحبيب حبيب، ورمضان كمان كان بجد والعيد.

كانوا ليهم طعم تانى خالص عن دلوقتى، كل حاجة كانت بجد وبتحصل بالظبط وبالمللى.. تحس إنها بتحصل فى وقتها الصح المناسب.

اللمة على الأكل سوا بين العائلة أو الجيران والبركة اللى كانت موجودة فى كل حاجة.
الصحبة الحلوة والكلام والضحك اللى طالع من القلب حتى فى عز الهم.. الفرحة اللى كانت بتترسم على الوشوش تلقائيًا.. ريحة البيوت المليانة بالدفّ والطيبة.. بمعنى أصح بيتلخص فيها معنى الأمان كله.
زمان كان فى الجوابات.. فاكرينها؟!
هو ليه مانرجعش زمن الجوابات تانى من جديد طيب؟!
كان كل جواب بيحمل فرحة ومعنى معين فيه.. بيكون "مختلف" عن اللى قبله فى الأحاسيس اللى بتكون معاه أو حتى فى الكلام اللى بيكون جواه... بين كل جواب والتانى مدة تخليك أكيد تستناه بلهفة ويبقى نفسك الأيام تمر بسرعة عشان أول ما تلاقيه عينيك تلمع وأنت بتقرأه وتفرح فرحة ما بعدها فرحة.. كفاية اللخبطة اللى بتحصلك وأنت بتقرأه ودقات قلبك اللى بتبقى من سرعتها هتموتك بس من السعادة مش أكتر.
فاكر زمان؟!
أم كلثوم، وعبد الوهاب، وحليم، وعبد المطلب، شادية، والشحرورة
طيب فاكر وردة، وفيروز، ونجأة؟
الناس دى كانت مش طبيعية فى إحساسها وصوتها.. كانوا بيغنوا من قلبهم، بيحسوا كل كلمة بيقولوها فبتوصلنا بسرعة بمجرد ما بنسمع كلامهم بس.. الناس دى اللى لسه بنسمعهم لحد دلوقتى بمزاج وبنتسلطن بيهم.
مين فينا مكنش نفسه يحضر حفلة للناس دى؟!
ويقعد بالساعتين فى أغنية عشان يسمعها ويستمتع بالموسيقى والكلام والإحساس اللى بجد مكنش فى ملل ساعتها على عكس جيلنا الاغنية 3 دقايق وبنزهق كمان.
طيب ممكن نتكلم شوية عن الموسيقى اللى كانت شارحة نفسها وفى كل تفصيلة من تفاصيلها فيها بيوصلك معنى وروح مختلفة.. وفى كل ثانية منها تشقلبلك مودك تمامًا وتخليك تروح فى عالم تانى.. تطير.. أيوة تطير بإحساسك
الأيام دى كانت جميلة.. كانت فيها حاجة كده حلوة ومختلفة عن أيامنا دى والكلام كان ليه طعم تانى.. أما دلوقتى الكلام كله بقى شبه بعضه ومجرد كلام بيتقال وخلاص كأداء واجب.. مجاملة، ويمكن تسلية وتمضية وقت مثل أو لمجرد فتح مجال وحوار مش أكتر.. معظم كلامنا بنقوله وبنكتبه بس مابنحسهوش ومابيكونش طالع فعلا من جوانا عشان كدة مش بيفرق معانا ولا بيأثر فينا وحتى مش بنعمل بيه مهما بيتقالنا.

يمكن الغلط يكون فينا عشان خلينا كل الكلام يتقال فى كل الأوقات.. رغم أن كل كلمة وليها وقتها المناسب اللى المفروض تتقال فيه عشان نحسها صح ونعيشها كمان صح.. بس فى الغالب ده ما بيحصلش عشان كده وصلنا لمرحلة إن الكلام بقى ماسخ وكل الكلام متعاد ونفسنا كمان نرجع لأيام زمان ونعيش فى زمن مش زمنا ولا جيل من جيلنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة