صالح المسعودى يكتب: طفح سياسى

الأربعاء، 14 يناير 2015 04:00 م
صالح المسعودى يكتب: طفح سياسى ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شىء عجيب وغريب وقد يكون مريبًا، ذلك الزخم السياسى الذى زاد عن حده فلن أصفه كما يصفه البعض بطفح (..) بل هو من وجهة نظرى طفح (حمى) فمن المعروف طبيا أن المريض بالحمى عند بداية شفائه أو تماثله للشفاء فى غالب الأحيان يظهر عليه طفح جلدى، ورغم أن المريض يعتبره (بشرة خير) إلا أنه عند الأطباء هو مرض لابد له من علاج يناسب الحالة المرضية.

ولو أننا أقمنا مقارنة بسيطة بين الطفح الجلدى فى حالة الحمى وحالة الطفح السياسى لوجدنا أن هناك تقاربا مرضيا وتقارب توصيف فقد مرت مصر أيضا فى الفترة السابقة بمرض يشبه الحمى المميتة لكنها ولأنها (المحروسة) فقد من الله عليها وحفظها قبل أن تستدرج إلى حرب أهلية كانت من الممكن أن تقضى على الأخضر واليابس، ولكنها سرعان ما تعافت وهى الآن فى فترة النقاهة.

ولكن وللأسف فترة النقاهة كما فى الأمراض العادية وجدت مصر فى نقاهتها أمراض سياسية فنجد من الأمراض التابعة فى الحالة المصرية (الطفح السياسى) وهنا أنا لست مهاجما من يفكر فى مزاولة العمل السياسى فهو حق كفله الدستور ولكنى ضد المظهرية الكاذبة فالجميع يعرف تماما أن البرلمان القادم عليه من الحمول الثقال الكثير وتنتظره تشريعات وسن قوانين تواكب التطور الحادث على الساحة المصرية، ومن المفترض أنه من يرى فى نفسه أهلية لهذه المسئولية الجسيمة أن يتقدم ليحمل الراية.

ولكن و(آه) من لكن (التى تفيد نفى ما تقد إثباته، أو إثبات ما تقدم نفيه) فنرى من أعراض الطفح السياسى كل باحث عن الشهرة دون النظر إلى قيمة الأمانة التى يتجهز لحملها، رأينا (الرويبضة) وهو الرجل التافه الذى يتحدث فى أمور العامة رأينا من يرتضى على نفسه أن يقوم بدور (السنيد) رأينا نوعيات يعف اللسان عن الحديث عنها من فاسدين وملوثين.

عزيزى القارئ المحترم ليس عيبا أن يرتفع الوعى السياسى وليس عيبا أيضا أن يبحث كل منا عن حقوقه السياسية ولكن بمنطق مقنع وواضح فالثقافة السياسية هى تحكيم العقل فى الاختيار المناسب للشخصية التى سوف تمثل الشعب فى المرحلة المقبلة، اختيار لا يخضع لضغوط مادية (فيجب أن ينتهى عصر الزيت والسكر) بلا رجعة كما يجب أن ننتهى من المال السياسى إلى الأبد.

يجب أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح فليس من المعقول وبعد كل تلك التجارب أن نقع فى نفس الأخطاء يجب أن نحسن اختيار من سيمثلنا لأنه من سيرسم خطوط السير نحو المستقبل فيجب أن نثق فى رجاحة عقله ووعيه السياسى وطهارة يده يجب أن يكون وبقدر المستطاع نموذجا يحتذى به يجب أن يكون مقنعا ورمزا لقطاع كبير من المجتمع وهم الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن القدوة بعدما تم تجريفهم وإهمالهم سياسيا فترات غير قليلة من الزمن.

أتمنى على الجميع أن يعمل من خلال مواصفات محددة ليجعلها مقياس عند اختياره النائب القادم فيجب أن تنتهى مواصفات كثيرة استخدمناها زمن طويل مثل (ابن الشارع الذى أقطن فيه (فقط لأنه يقطن بجوارى) وابن الحى ولا ننسى (ابن الدايره)!!! دون النظر لفكره وهل يستحق تلك المكانة؟ فيجب اختيار النائب فى هذه المرحلة الحرجة من عمر هذا الوطن بطريقة مختلفة. طريقة تنم عن أن هناك وعى بدأ ينمو فى المجتمع، فلا يجب أن ننظر لهذا (الطفح السياسى) وما يحدثه من ضجيج بل يجب أن نفكر جيدا وبطريقة عقلانية حتى نضع الشخص المناسب فى المكان المناسب هكذا (الحكمة) تقتضى وهكذا مصر تنتظر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة