أوباما يختصر زيارته للهند ويتوجه الثلاثاء إلى الرياض للتعزية وتهنئة الملك الجديد.. واشنطن لا تتوقع تغييرا فى علاقاتها الوثيقة مع السعودية وتؤكد: نتطلع لاستمرار الشراكة مع المملكة بقيادة الملك سلمان

السبت، 24 يناير 2015 01:32 م
أوباما يختصر زيارته للهند ويتوجه الثلاثاء إلى الرياض للتعزية وتهنئة الملك الجديد.. واشنطن لا تتوقع تغييرا فى علاقاتها الوثيقة مع السعودية وتؤكد: نتطلع لاستمرار الشراكة مع المملكة بقيادة الملك سلمان أوباما
نيودلهى (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن البيت الأبيض اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيتوجه الثلاثاء إلى الرياض لتقديم تعازيه بوفاة الملك عبد الله، مختصرا بذلك زيارته للهند التى يصلها غداً الأحد، وقال مسئول الإعلام فى البيت الأبيض جوش إيرنست فى بيان، إن "الرئيس أوباما والسيدة الأولى سيسافران إلى الرياض الثلاثاء 27 يناير لتقديم تعازيهما إلى العاهل سلمان بن عبد العزيز ولأسرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز".

ولكى يتمكن من ذلك عدل أوباما وزوجته عن زيارة تاج محل الذى كان ضمن برنامجه. وقال إيرنست إن الرئيس "أعرب عن أسفه" لعدم تمكنه من زيارة النصب الشهير.

وكانت صحيفة "هندستان تايمز" أفادت نقلا عن مصادر حكومية هندية، أن أوباما قرر اختصار زيارته للتوجه إلى السعودية بعد وفاة العاهل السعودى الملك عبد الله، وأوردت صحيفة "ذى هندو" أنه "من الممكن أن يغادر أوباما الهند قبل الموعد المحدد".

ومن المتوقع وصول أوباما الذى سيحل ضيف شرف الاثنين على عرض عسكرى بمناسبة يوم الجمهورية فى نيودلهى، إلى العاصمة الهندية صباح الأحد، حيث سيستقبله رئيس الوزراء نارندرا مودى بحفاوة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن لا تتوقع تغييرا فى العلاقات الوثيقة مع السعودية بعد وفاة الملك عبدالله وتولى خليفته الملك سلمان الحكم، وقالت جنيفر بساكى "ليس لدينا ما يدل على أن التعاون سيتغير"، مضيفة "نتطلع إلى استمرار الشراكة الطويلة والوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية بقيادة الملك سلمان".

وتابعت أن السعوديين "فى فترة حداد حاليا. لكن هناك مشاكل متنوعة عملنا فيها معا سواء مبادرة السلام العربية (2002) أو الحملة لإضعاف وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية"، موضحة أنها لا تملك أى معلومات بشأن زيارة محتملة لوزير الخارجية جون كيرى الرياض فى الأيام المقبلة.

وتعود العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى زمن بعيد تجمع بينهما مصالح مشتركة فى المنطقة، لكن أحداثا عدة فى السنوات الأخيرة تسببت باهتزاز علاقاتهما، فقد بدأت الولايات المتحدة والسعودية بإقامة علاقات دبلوماسية فى العام 1940 إبان الحرب العالمية الثانية ثم تكرست هذه العلاقات بعد خمس سنوات من ذلك أثناء لقاء بين العاهل السعودى أنذاك الملك عبد العزيز بن سعود وفرنكلين ديلانو روزفلت على متن السفينة يو اس إس كوينسى فى قناة السويس.

وجعل اكتشاف احتياطات كبيرة جدا من النفط فى باطن أرض المملكة فى ثلاثينات القرن الماضيى منها شريكا أساسيا للولايات المتحدة النهمة للمواد الأولية رغم خلاف مبكر حول إنشاء دولة إسرائيل، ومنذ ذلك الحين عملت الرياض بشكل منتظم مع واشنطن من أجل حماية المصالح الأمريكية لكن رغبة الرئيس باراك أوباما فى إبرام اتفاق حول الملف النووى مع إيران، العدو اللدود للسعودية، ورغبته فى التوصل إلى الاستقلالية فى مجال الطاقة تسبب بتعقيد العلاقات.

وتلخص مارينا أوتاواى الأخصائية فى مركز وودرو ويلسون الحالة بقولها "إن الأهم فى هذه العلاقة هو أن كلا البلدين بحاجة للآخر"، مضيفة "أن السعودية تبقى هامة بالنسبة للولايات المتحدة فى مجال أمن الطاقة والسعوديين يشعرون على الدوم بالحاجة إلى الحماية"، كذلك فإن السلطة المعنوية التى تتمتع بها الرياض كونها حارس الموقعين الأكثر قداسة فى الإسلام سمح باستقرار نسبى فى منطقة الشرق الأوسط رغم اضطرابه الشديد، ففى العام 1991 أثناء اجتياح الرئيس العراقى آنذاك صدام حسين للكويت تمكنت واشنطن من الاعتماد على حليفها لشن عمليتها "عاصفة الصحراء" من قواعد عسكرية جوية واقعة فى أماكن استراتيجية فى السعودية.

وقد ذكر الرئيس الأمريكى آنذاك جورج بوش الأب فى تحيته لـ"صديقه الغالى" الملك عبد الله الذى وافته المنية الخميس، بأنها كانت "لحظة تعاون لا نظير لها بين أمتين كبيرتين"، لكن أوتاواى ترى أن الرياض لم تغفر مطلقا فى الحقيقة إطاحة صدام حسين فى 2003 التى "تعتبر بمثابة خطأ فادح، لأنها فتحت الباب أمام النفوذ الإيرانى".

واهتزت العلاقات أيضا بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لأن 15 من قراصنة الجو الـ19 كانوا سعوديين، ولفت روبرت جوردان السفير الأمريكى السابق فى السعودية إلى "أن السعوديين لا يمكنهم التصديق بأن 15 من أبنائهم خطفوا تلك الطائرات وفعلوا ما فعلوا". وأضاف "أنهم كانوا فى حالة جحود تام"، إلا أن سلسلة اعتداءات دامية فى 2003 فى المملكة سجلت منعطفا ودفعت الرياض إلى أن تصبح حليفا أكثر متانة فى مكافحة تنظيم القاعدة.

وهكذا كانت طائرات المطاردة السعودية بين الأولى التى ساندت الطائرات الأمريكية فى سبتمبر الماضى لقصف الناشطين السنة فى تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا، لكن الرياض أبدت أسفها لأن الولايات المتحدة لا تبذل جهودا أكبر لإزاحة الرئيس السورى بشار الأسد عدو المملكة السعودية منذ مدة طويلة. وذلك أثار بعض التوترات الخفية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة