جمال أسعد

التحالف العسكرى الإسلامى إلى أين؟

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المتمسحة بأهداب الأديان وهى منه براء تمثل خطورة حقيقية ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم كله، الشئ الذى يفرض على الجميع خاصة من يريد أن يعيش البشر والعالم فى أمان وسلام واستقرار أن يواجه هذا الإرهاب بكل الوسائل وعلى كل المستويات وليس على المستوى الأمنى والعسكرى فقط، ولذا لا يملك أحد حتى من لديه القناعة بمساعدة بعض الدول لهذه التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش» لتمرير وتحقيق مخططاتها الاستعمارية فى المنطقة والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية إلا التسليم والموافقة على الادعاء بمحاربة «داعش» وقد بدأت بتكوين تحالف دولى منتصف عام 2014 لمحاربته فى سوريا والعراق، كما أننا شاهدنا أيضًا ذلك التحالف الذى تم لمواجهة الحوثيين فى اليمن باعتبارهم إرهابًا ضد الشرعية بمساعدة إيران، وأخيرًا وجدنا ذلك الإعلان السعودى عن تشكيل التحالف العسكرى الإسلامى لمواجهة الإرهاب بكل مسمياته وليس «داعش» فقط والمكون من 34 دولة غير ما يستجد فى الوقت الذى تقاعست فيه الدول العربية عن تكوين التحالف العسكرى العربى الذى دعمته وتحمست له مصر لمواجهة هذا الإرهاب، ناهيك عن تحالف آخر ومن زاوية مقابلة يضم روسيا وسوريا والعراق وحزب الله أيضًا لمحاربة الإرهاب و«داعش» فما معنى ذلك؟ وأين المصداقية لهذه المواجهات ولتلك التحالفات المتناقضة؟

ولذا فالأمر وقبل أى مصداقية أو أى مظاهر عملية لتحقيق هذه المواجهة على أرض الواقع لابد من تساؤلات، فما هى الأسباب والدوافع التى جعلت السعودية تعلن هذا التحالف الإسلامى وفجأة وبدون مقدمات خاصة أن هناك دولا أعلنت أنها لا تعلم شيئا ولم يتم الحوار معها حول هذا التحالف مثل باكستان وأندونيسيا؟ وما العلاقة والترتيب والتنسيق بين هذا التحالف وتحالف الدول فى اليمن خاصة أن قيادة التحالفين للسعودية؟ ولماذا لم تتم الموافقة على التحالف العسكرى العربى ويتم الإعلان عن التحالف الإسلامى بعيدا عن المنظمتين العربية والإسلامية؟ ولماذا يتكون هذا التحالف الإسلامى من دول سنية فقط بعيدًا عن دول شيعية خاصة إيران وهى تعلن أنها ضد «داعش» والإرهاب؟ وهل هذا التحالف هو تحالف سنى فى مواجهة الشيعة؟ وهل معنى ذلك أن هذا التحالف خلفه أمريكا لخلق مزيد من الفوضى الطائفية فى المنطقة حسب مقولة الفوضى الخلاقة خاصة بعد مباركة أمريكا لهذا التحالف؟ وهل هذا التحالف يمكن أن يتحقق عمليا ويحارب الإرهاب أم أنه حالة سياسية لإعلان زعامة السعودية عربيا وإسلاميا؟

وإذا كان لمحاربة الإرهاب وليس داعش فقط كما أعلن فما هو مفهوم الإرهاب وتعريفه بالنسبة لهذا التحالف وللتحالف الدولى أيضا؟ وما هى الأرضية التى توافق عليها المتحالفون لتعريف الإرهاب خاصة أن مصر تعتبر الإخوان إرهابا عكس تركيا وقطر اللتين تساعدان الإخوان بل تعاديان مصر حبًّا فى الإخوان؟ هل الإرهاب فى مفهوم التحالف الإسلامى هو إيران ونظام الأسد وحزب الله؟ وكيف تحارب دول «داعش» فى الوقت الذى تأكد فيه مساعدتها له بأساليب كثيرة؟ وهل هذا التحالف الإسلامى هو تدشين وتجذير لصراع طائفى فى المنطقة؟ ولصالح من؟ وإذا كان الجيشان المصرى واللبنانى بهما جنود مسيحيون فما وضع هؤلاء فى هذا التحالف، وهل يمكن مشاركتهم فى القتال ضد مسلمين حتى لو كانوا إرهابيين؟ وما الذى يجمع مصر مع تركيا وقطر حتى يتشاركا فى هذا التحالف؟

الإرهاب خطر حقيقى على الجميع ولا يمكن أن يواجه بمثل هذه االمظهريات، ولكن بالوحدة والفكر الدينى الصحيح ونشر العدالة الاجتماعية وتطبيق القانون حتى لا يجد ذلك الإرهاب مكانا ليعيش الجميع فى سلام واستقرار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

عاطف جميل

عروستى

عدد الردود 0

بواسطة:

***** أحفاد الفراعنه *****

مقال 100% والخلاصه هى ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود صالح

الوقاية خير من العلاج

عدد الردود 0

بواسطة:

أبوحميد

الاصل أن الجيش المصرى للدفاع عن أرض مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة