جمال أسعد

كفى كلام.. العمل هو الحل

الثلاثاء، 03 مارس 2015 09:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكلام وحده لا يصنع ثورة والشعارات لا تحدث تغييراً والنيات الحسنة بدون أعمال حسنة على أرض الواقع لا تأتى بالحسن. فما لنا وقد أصبحنا لا نجيد غير الكلام الساكت. نصحو على كلام ونبيت على كلام نقرأ كلاماً ونستمع إلى كلام ولا نرى عملياً نتائج غير حرث فى الماء. قام الشعب بهبتى يناير ويونيو وأسقطا مبارك والإخوان وبعد ذلك وبالرغم من خطورة الموقف وصعوبة الأحوال وضخامة المواجهات وتعدد التحديات لم نرَ رؤيه شاملة لمقابلة الموقف ولا خطة علمية لتخطى الأحوال الصعبة ولا إرادة حقيقية جماعية لمواجهة تلك التحديات. ظهر السيسى وأتينا به ثقةً فيه وأملاً فى قدراته وإمكانياته لتحمل المسؤولية. وتحمل المسؤولية وأدرك خطورتها وكان من الطبيعى أن يعلن مرات ومرات أنه لا يستطيع وحده إنجاز المهمة لأنها مهمة شعب وقدر أمة ونحن نعلم ذلك. فهو ليس خارق للقدرات ولا هو بصانع للمعجزات. تكلمنا عن أهمية العمل وضرورة الإنتاج وقيل إنها وزارة السابعة صباحاً فلم نرَ عملاً ولم نلمس إنتاجاً بل أعمال وتحركات لا تخرج عن جنس الكلام. رئيس وزراء يلف ويدور كالنحلة التى لا تنتج عسلاً وزراء لا يجيدون غير الكلام للاستهلاك الإعلامى. فالمشاكل تتفاقم والخدمات تنهار والفساد أصبح سمة طبيعية نتعايش معها وكأنه قد أصبح من مستلزمات حياتنا. تغيير محافظين ولا جديد فالقضية ليست تغيير أشخاص ولكن تغيير رؤى وخطط ومناهج. نتحدث عن الخطاب الدينى والثورة الدينية وكأن هذا الخطاب يتغير بالكلام وتلك الثورة ستحدث بالشعارات والتصريحات. فالانحراف السلوكى والإرهاب المتنامى والمستتر وراء الدين لم يأتِ بالكلام ولم يتغلغل بالشعارات ولكن بالفعل والعمل على أرض الواقع ولذا فالمواجهة والتغيير لن يكون بالكلام ولكن بالأفعال والأعمال. وهذا يعنى دور الأزهر والكنيسة فى اللقاءات والندوات والمؤتمرات والأهم الحوارات مع الجميع وفى كل الأعمار. فالكلام سكون والحوار حركة وحياة. الثورة الدينية أهميتها فى تكريس فكرة قبول الآخر وهذا يكون بالحوار المدروس والمنضبط بين الطرفين وهناك تجربة قد قمنا بها فى القوصية فى تسعينيات القرن الماضى بعمل ندوات برموز قومية فى الكنيسة للمسلمين والمسيحيين وما زالت آثارها الإيجابية قائمة بين الجميع. فالبعد جفوة واللقاء تقارب. نرى أحزابا ببرامج مستهلكة لا علاقة لها بالواقع تتكلم كثيراً وتنتقد أكثر ولا تقوم بأى دور عملى فى الشارع حتى أصبحت فاقدة للصلاحية. نرى دكاكين العمل الأهلى وما يسمى بحقوق الإنسان بالآلاف قد اختصرت حقوق الإنسان فى الديمقراطية مدفوعة الآجر ومراقبة الانتخابات الممولة من الخارج إضافة إلى كتابة التقارير لجهات أجنبية لا تريد الخير لمصر. ولم نرَ لتلك الدكاكين أى دور عملى حقيقى مع الجماهير فى القرى والنجوع لزيادة الوعى وحل المشاكل الحياتية للفقراء والمحرومين وغير القادرين. ولكن قد تركوا هؤلاء لجمعيات دينية تستغل الدين والفقر والاحتياج لقسمة الوطن بين جمعيات إسلامية وأخرى مسيحية وكأن العمل مع المواطن المصرى بعيداً عن الدين حرام. نتحدث عن أهمية التعليم والإعلام فى بناء الانسان المنتمى لمصر ولا نرى غير تعليم ينتج بشراً لا علاقة لهم بعلم ولا صلة لهم بقيم ولا قدرة لهم على قبول الآخر. نرى إعلاما منفلت يقدس قيمة العمل فيشد المشاهد حتى ساعات الصباح الأولى تأكيداً لقيمة العمل فى اليوم التالى. إعلام يسوق للراقصات على الهواء حتى ينالوا شرف تمثيل الشعب فبدلاً من شعب يفرز نواباً أصبح هناك راقصات تصنع شعباً ليمثلوهم. فهل يمكن أن نكف الآن عن الكلام المباح ولا يتبقى غير العمل الجاد والإرادة القوية والعزم الذى لا يلين حتى نواجه التحديات وحتى تظل مصر لكل المصريين؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة