فى ذكرى رحيل "فتى الشاشة الأول".. كمال الشناوى رمز الرومانسية

الإثنين، 17 أغسطس 2015 06:18 م
فى ذكرى رحيل "فتى الشاشة الأول".. كمال الشناوى رمز الرومانسية فتى الشاشة الأول كمال الشناوى
كتبت دينا الأجهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"خالد صفوان" فى فيلم "الكرنك" و"الدكتور نعمان" فى "هند والدكتور نعمان" و"عباس بيه" فى فيلم "دمى ودوموعى وإبتسامتى" و"رؤوف علوان" فى "اللص والكلاب" كلها شخصيات أمتعنا بها النجم الراحل كمال الشناوى الذى يحتفل جمهوره والوسط الفنى بذكرى رحيله الـ4 يوم السبت المقبل، يعد كمال الشناوى فتى الشاشة الأول الذى من دنجوانات السينما المصرية والذى كان أيضا فتى أحلام العديد من الفتيات فى هذا الوقت حيث كانت تضع الفتيات مواصفاته شروطا لقبول الزواج،ولم تقتصر هذه المواصفات على ملامح الشكل فقط ولكنه كان رمزا للرومانسية من خلال تقديمه دور العاشق أمام فنانات الزمن الجميل الذى شكل مع بعضهن ثنائى ناجحا فى قصص الحب والغرام ومنهن الفنانة شادية وصباح ونادية لطفى وليلى فوزى وسامية جمال وغيرهن.

ولد الشناوى يوم 26 ديسمبر عام 1921 بالمنصورة وعمل مدرسا لمادة التربية الفنية تمتع الفنان كمال الشناوى بموهبة فنية منذ طفولته حيث قدم أول أدواره وهو لا يزال طالباً بالمرحلة الابتدائية من خلال فرقه المنصورة المسرحية، كما كان عاشقاً للفن التشكيلى.

ولأن القاهرة هى قلب الفن كان يحرص على دخول دور العرض بصفة منتظمة ومتابعة الأفلام الجديدة، وكان يستمتع وهو يقف أمام أبواب المسارح ويشاهد نجوم المسرح الكبار ومنهم يوسف وهبى وسليمان نجيب وعبد الوارث عسر وفاخر فاخر وحسين صدقى وآخرين، وكانت أولى التجارب الحقيقية له كممثل وهو فى الكلية حينما حضر عملاق المسرح زكى طليمات ليخرج إحدى المسرحيات وحدثت المفاجأة باختياره لكمال الشناوى من بين الطلبة ليقوم ببطولة إحدى المسرحيات ضمن أنشطة الكلية، وبعد العرض وقال له جملة لم ينسها الشناوى أبدا، وهى أنه موهوب ومميز وينتظره مستقبل جيد بشرط أن يركز فى التمثيل، وكان لهذه الجملة أثر بالغ على نفسية الشناوى، حيث غيرت اتجاهاته وجعلته يركز كل أحلامه فى هذا الفن دون غيره، خاصة أنه كان يجيد تقليد أصوات الممثلين وكان لإتقانه لتلك الموهبة طرائف ونوادر.

ومن هذه الطرائف أنه نجح ذات يوم فى الحصول على رقم تليفون المطرب الكبير عبد الغنى السيد الذى كان لامعاً جداً فى هذه الفترة، وهاتفه وقلد صوت امرأة جميلة تعترف بإعجابها به وتتمنى أن تراه فوقع عبدالغنى فى (المصيدة) وحدد له الشناوى مكان اللقاء فى شارع عماد الدين وذهب فى الموعد المحدد ووجده واقفاً ينتظر وراح يراقبه من بعيد ثم تقدم منه وسأله إن كان ينتظر سيدة جميلة فأصيب عبدالغنى بالدهشة، وقال له الشناوى إنها (لن تحضر) ثم أسرع للاختفاء من أمامه، وبعد مرور بضع سنوات بعد أن أصبح نجماً قابل عبدالغنى السيد فى بيت أنور وجدى وذكره بالحكاية فانفجر ضاحكاً.

كان الشناوى يبتدع طرقاً وأساليب مثيرة لكى يتعرف بمخرجى وفنانى السينما، حيث كان يتوجه إلى مقهى (الجمال) بصحبة أحد زملائه، الذى كان معروفا وسطهم بالتأنق والاهتمام بمظهره ووسامته لأقصى درجة، وعلى إحدى الموائد كان يجلس أكبر مخرجى مصر فى هذه الفترة فطين عبدالوهاب وصلاح أبو سيف وحسين فوزى وكمال الشيخ، فكان يدخل المقهى أو المحل ويسير أمامهم كأنه يبحث عن شخص ما ويظل فى حالة ذهاب وعودة ببطء دون أن ينظر نحوهم، ثم يجلس على إحدى الموائد بحيث يصبح ظهره لهم، ثم يأتى زميله ويتقابلان بالأحضان ويجلس فى مواجهتهم وينقل له الزميل تفاصيل ما يحدث، ثم يقوم ليسير أمامهم فى حركات استعراضية وخطوات واثقة كأنه ذاهب للتحدث فى الهاتف أو أى شىء آخر، حيث كان واثقاً أنه شاب (حليوة)! ونجحت طريقته مع المخرج حسين فوزى، الذى استوقفه وسأله (هل تحب أن تعمل بالسينما)؟ إلا أن الشناوى رغم سعيه للسينما رفض العرض لأنه كان عنده يقين فى قدراته وثقة فى أن السينما قادمة لا محالة، وبعد فترة بدأ يتردد على مقهى آخر بشارع الألفى، وفى هذا المقهى تعرف على الممثل عبدالعزيز أحمد واقترب منه بشدة وكان يستعد لتقديم مسرحية للجنود فى تجمعاتهم الميدانية، وأسند بطولتها للفنانة درية أحمد والدة الفنانة المعتزلة سهير رمزى، وعرض عليه الاشتراك مجاناً فى المسرحية من خلال فصل واحد ووافق، ثم التقى بعد هذا بالفنان زكى طليمات مرة ثانية، وقدم له عرضاً وهو العمل بالفرقة القومية مكان أنور وجدى الذى كان قد ترك العمل بالفرقة بعد أن انطلق سينمائياً، وكان هناك شرط مهم لكى يعمل بالفرقة وهو أداء الامتحان أمام العملاقين يوسف وهبى وجورج أبيض وظهرت النتيجة وكان ترتيبه الأول، ورغم نجاحه اعتذر الشناوى لزكى طليمات عن العمل بالفرقة القومية وكان هذا ثانى اعتذار له، مكتفيا بأنه أثبت لنفسه أنه فنان موهوب، وبعدها قرر التركيز فى دراسته لكى يتخرج فى المعهد وكان يحلم بأن يكون ترتيبه الأول لكى يتم اختياره لبعثة فى الخارج أو يتم تعيينه كمدرس فى القاهرة، وظهرت النتيجة وكان ترتيبه الثانى لذلك لم يكن أمامه بديل عن العمل فى الإسكندرية أو بورسعيد فاختار الإسكندرية.

قدم الشناوى خلال مشواره الفنى عددا كبيرا من الأعمال الفنية لما يقرب من 270 فيلما، وجسد من خلالها العديد من الأدوار المتنوعة والمختلفة، حيث لم يكتف الشناوى بكونه الفتى الوسيم الذى تقع فى غرامه الفتيات بل وبمجرد أن ثبت خطواته فى عالم السينما تمرد على دور الفتى الوسيم والدنجوان، والذى حصره فيه مخرجو السينما فى أول أفلامه مثل "غنى حرب" للمخرج نيازى مصطفى، ثم تابعه "حمامة سلام"، و"عدالة السماء"، مرورا بـ"الأستاذة فاطمة"، و"على عليوة"، و"عدالة السماء"، و"الروح والجسد"، و"بنت العمدة"، و"ست الحسن"، و"أمير الانتقام"، و"المعلم بلبل"، و"إسماعيل ياسين فى بيت الأشباح"، و"فى الهوا سوا"، و"اعترافات زوجة"، و"شمس لا تغيب"، و"سكر هانم"، و"العاشقة"، و"فطومة"، وغيرها إلى أن غير من طبيعة أدواره فى أفلام مثل اللص والكلاب"، والرجل الذى فقد ظله، والكرنك والمستحيل وصولا إلى الإرهاب والكباب، و"ظاظا رئيس جمهورية"، بينما أخرج الشناوى فيلما بعنوان "تنابلة السلطان"، وبعيدا عن أعماله السينمائية خاض الشناوى أكثر من تجربة تليفزيونية ناجحة مثل "زينب والعرش"، و"هند والدكتور نعمان"، و"أولاد حضرة الناظر"، و"لدواعى أمنية"، و"آخر المشوار".

وحصل الشناوى على عدد من الجوائز الهامة خلال مشواره الفنى مثل جائزة شرف المهرجان الكاثوليكى عام 1960، وجائزة الامتياز من مهرجان جمعية الفيلم عام 1992، وجائزة المركز الثالث فى استفتاء أفضل 100 فيلم مصرى أجراه مهرجان القاهرة السينمائى عام 1996 مثل فيلم "أمير الانتقام"، و"اللص والكلاب"، و"المستحيل"، و"الرجل الذى فقد ظله"، و"الكرنك".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة