سعيد الشحات

الفريق أول محمد فوزى

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاتبنى الوزير الأسبق الأستاذ سامى شرف، مدير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر، معه كل الحق، على إهمالنا الحديث عن الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية بعد نكسة 5 يونيو 1967، أثناء حديثنا عن ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973 وانتصار جيشنا العظيم على العدو الإسرائيلى فيها، مذكرا بأن «فوزى» هو القائد العسكرى الذى أعد الجيش لهذه الحرب.
 
بالطبع فإن تجاهل الفريق فوزى فى هذه القضية هو نكران لوقائع التاريخ المنصفة، فالرجل الذى يحظى بحق بلقب «أبوالعسكرية المصرية الحديثة» هو من يدين له بالفضل عشرات الأجيال من العسكريين المصريين حين كان قائدا للكلية الحربية، والأهم أنه هو الذى أسند له جمال عبدالناصر إعادة بناء القوات المسلحة من جديد بعد نكسة 5 يونيو1967، وكان معه فى هذه المهمة الجليلة الفريق عبدالمنعم رياض الذى تولى رئاسة أركان الجيش، ولأن الاثنين من طراز عسكرى فريد تكاملا فى إنجاز هذه المهمة الصعبة، وتحمل مذكرات «فوزى» تفاصيل التفاصيل فى هذه المسألة ومن بينها خطة الحرب «جرانيت» التى تم اعتمادها لخوض معركة تحرير الأرض.
 
انصرفت الجهود العسكرية بقيادة «فوزى- رياض» تساندها الجهود السياسية إلى الاستعداد لخوض معركة تحرير الأرض، وكانت حرب الاستنزاف التى بدأت بعد النكسة وتواصلت حتى قبول عبدالناصر لمبادرة روجرز «وزير الخارجية الأمريكى» فى أغسطس عام 1970، هى البروفة الحقيقية لحرب أكتوبر بشهادة كل القيادات العسكرية التى خاضت الحربين، ففيها تكبدت إسرائيل أعظم الخسائر وأنجزنا حائط الصواريخ الذى حمى سماء مصر من العدوان الجوى الإسرائيلى، وفيها استشهد عبدالمنعم رياض يوم 9 مارس 1969 باعتداء إسرائيلى سافر عليه وهو على خط المواجهة، وكان استشهاده تعبيرا عن نموذج مختلف عما قبل للقيادة العسكرية التى تقود الجيش بتقدم الصفوف والتوحد مع الجنود، وبرع العظيمان «فوزى» و«رياض» فى تطبيقها. لأجل كل هذه الإنجازات العظيمة لحرب الاستنزاف تبذل إسرائيل جهدها لأجل إدخالها دائرة النسيان، وتجاهلنا لها يعد تطبيقا لهذا المخطط الإسرائيلى الذى يريد محو أى انتصار لنا من ذاكرة التاريخ. سيبقى الفريق فوزى، رحمه الله، خالدا فى تاريخنا بما قدمه للعسكرية المصرية وماقدمه من إعداد الجيش لحرب أكتوبر العظيمة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة