إسلام الغزولى

أذان المساجد وأجراس الكنائس

الجمعة، 01 ديسمبر 2017 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس كنائسها فى الساعة الثانية عشر ظهرا يوم السبت التالى لمذبحة مسجد الروضة التى وقعت فى محافظة شمال سيناء، وقالت الكنيسة إن دق الأجراس تضامنا مع شهداء الوطن المصليين .
 
لم يكن الشهداء المصلون فى مسجد الروضة هم الوحيدون الذين استهدفهم الإرهاب أثناء صلاتهم، فسبقها شهداء كنيسة الإسكندرية وكنيسة طنطا والكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
 
الإرهابيون الذين استهدفوا المصليين قبل انتهاء صلاتهم فى المسجد كانوا يقصدون تنفيذ مذبحة تحقق أكبر عدد ممكن من المصابين والشهداء من خلال إطلاق النار بشكل عشوائى على الكافة أطفال وشيوخ.
 
ولاشك أن الحصار الذى شارك فيه أهالى سيناء البواسل أصاب الإرهابيين بالجنون.
 
إن ما أعلنته الكنيسة من تضامن من خلال رسالة رمزية بسيطة وهى دق الأجراس هو جزء هام من الحرب ضد الأفكار الإرهابية هى رسالة للعالم أن المصريين مجتمعين ضد هدف واحد وهو القضاء على الإرهاب وبناء الدولة المصرية .
 
وعلى الرغم من كل ما تعرضوا لهم على يد هذه الجماعات الإرهابية من قتل وتحرض لا يرفعون إلا رايات الوطن، ليضربوا كل محاولة بائسة من الإرهابيين لزرع الفتنة بين أبنائه .
 
للأسف الشديد أن هذا الوعى الراقى والحس الوطنى المرتفع الذى أعلنت به الكنيسة تضامنها مع أبناء وطنها، لم يكن بنفس الدرجة بين كثير من المثقفين والنشطاء السياسيين فى مداخلاتهم وآرائهم التى أطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعى .
 
للأسف الشديد أن أغلبهم وقع فى فخ أن الإرهابيين يستهدفون الصوفية، وأن الإرهابيين يستهدفون الأضرحة، وكأنهم يبررون هذا العمل الإرهابى، لأن المتطرفين يرون فى الصوفية كثير من البدع وهو به لبس وأن به كثير من المحرمات. فهل هذا منطق الحوار ؟ هل هذه زاوية حقيقة يمكن الحديث عنها فى هذا التوقيت ؟، إلى هذه الدرجة أصبح من السهل دس السم فى عقول المصريين من المثقفين والسياسيين والبسطاء على حد سواء؟، هل يعقل أن ننجرف وراء مناقشات من هذا النوع.
 
مصاب الموطن كبير ويحتاج إلى تكاتف ويحتاج إلى وعى فى المعالجة والنقاش، ويحتاج إلى التوحد وراء فكرة واحدة أن المستهدف هو الدم المصرى سواء مسيحى أو مسلم يعمل أو يحمل سلاحه مدافعا عن وطنه .
 
الانجراف وراء مثل هذه التصنيفات فى هذه اللحظة يحقق غاية الإرهابيين ومن يمولهم، وهو زرع الفتن والخلاف الانقسام إلى طوائف وأن أبناء كل طائفة لا يتعاطفون ولا يحزنون الا على أبناء الطائفة وليس على أبناء الوطن الواحد.
 
من يقف وراء هذا الإرهاب يعلم جيدا أن الإرهاب لا يسقط دولة ولا يكون سببا فى انهيارها بسبب مجزرة مثل التى وقعت فى مسجد الروضة، ولكنه يعلم أن مثل هذه الأحداث فرصة لتأجيج الخلاف والانقسام، وهى مناخ جيد لزرع بذور الفتنة داخل أى مجتمع مثلما حدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

أذان المساجد وإجراس الكنائس ...

لا أحب لغة المداهنه . لغة المرأهم والكريمات لنا أخطاء لابد أن نواجها بكل شجاعه .. الهروب لا يجلب إلا العار .....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة