حنان شومان

تسكر تبكى ممكن.. لكن تسكر تبقى سافل عيب

الخميس، 04 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن أخط كلمة فى هذا المقال علىّ أن أؤكد أن مقالى هذا ليس بلاغا لنائب عام كما يفعل بعض المحامين هواة الشهرة، أو رغبة فى مهاجمة الرقابة، ببساطة لأن الرقابة صارت من ذكريات الماضى، وقد تكون بعض من أدوات الحاضر، ولكنها أداة لم تعد تفلح فى المنع أو المنح، لأن هناك ألف وسيلة ووسيلة للهروب منها، مقالى هذا يرصد ويطرح تساؤلا عن قيمة الغناء وقيمة الكلمة المغناة، مقالى يحكى عن أغنية يتداولها بعض الشباب بإعجاب وتتحدث عنها من تغنيها بثقة وسعادة، وكأنها تمنح مستمعيها قصيدة الأطلال، أو حتى السح الدح أمبو.
 
أعتذر مسبقا عن ضرورة نقلى لكلمات الأغنية، ولكنى مضطرة لكى يتفهم القارئ ما أكتب عنه، أما الأغنية فهى بعنوان «تسكر تبكى» والتى جاءت ضمن ألبوم بعنوان «الإخفاء»، وغنته مريم صالح المطربة التى ترفض أن يقال عنها مطربة أندرجراوند.
 
تقول كلمات الأغنية «لجل العشق فى بختك ميل، تسكر تبكى زى العيل، لجل الصبح ف عينك ليل، تسكر تبكى زى العيل، لجل دماغك مش مظبوطة، ولجل الحلوة كانت شرموطة، ولجل مغفل ف الحدوتة، ولجل علامك لسه قليل، تسكر تبكى زى العيل، لجل الصحبة كان قحبة، ولجل الضحكة طلعت ناحبة، ولجل وشوش الماضى الشاحبة، سايبة ف قلبك جرح مسيل، تسكر تبكى زى العيل».
 
والحق أن فكرة الأغنية فكرة لطيفة وذكية وأغلب كلماتها مقبولة ولها معنى، ولكن استخدام كلمات نابية فى هذا الإطار ينفى عنها أى قيمة، وينفى عن صُناعها أى فن إلا أن يكون فنا إباحيا، نعم فالإباحة لها فن أيضاً، وهذا يضعنا أمام تساؤل: هل مريم صالح ومن كتبوا ولحنوا لها الأغنية ووضعوها على سى دى يتم تداوله يكفيهم الهجوم لأنهم وضعوا +18 على تلك الأغنية؟ الإجابة لدى «لا» كبيرة وطويلة جداً.
 
الفن إبداع ، والإبداع قيمة مُضافة للمبدع والمتلقى، فأى قيمة تلك التى أضافتها كلمات نابية لأغنية، وأى قيمة تلك تضيفها قلة الأدب لمجتمع متلخبط من غير حاجة؟ ورُب قائل ممن سيدافعون عن مريم وأغنيتها يقول أليس تلك كلمات بالفعل يتعامل بها كثيرون وصرنا نسمعها من كثير من حتى المذيعين على الهواء مباشرة فلم تنكرونها على مغنية تغنى للشباب؟
وهذا قول مغلوط، فصحيح أن ما نشاهده أحياناً على الشاشات متجاوز وقلة أدبه أكثر من أدبه، وشوارعنا تعج أيضاً بقلة الأدب ولكن هل هذا تبرير لشيوعه والقبول به كأمر واقع ومافيش مشكلة لو نقلناه أيضا لغنائنا وفنونا؟! 
لا أريد أن أضع مريم صالح فى كفة واحدة مع شيما بتاعة عندى ظروف، ولا مع ليلة بتاعة بص أمك، لأن السابقتين مجرد نساء يبحثن عن الشهرة ولو بخلع ملابسهن، ولكن كلمات أغنيتها للأسف هى التى تضعها فى نفس الخانة.
 
فرق وأصوات الأندجراوند فيها كثير من الفن والإبداع فلا تلوثوها بتراب وطين الشوارع وتأخذوا أحقر ما فيها.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة