ناصر طلال

"رسالة الى صفاء الهاشم " النائبةُ فى مجلس الأمة الكويتى

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 12:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدلا من أنْ تتفرعني و تنفجري عنصريةً ضد الوافدين و تطالبي حتى بدفعِهم مائة فلس ضريبةً عن مشيهم على شوارعِ الكويت ، عليكِ أنْ تنظري إلى بشاعة وجهكِ و أنتِ تتحدثين بما يُغْضِبُ اللهَ تعالى و رسولَه ، ﷺ .

 

(1) يا صفاء ، في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ ، في زمانِ الفقر و العوزِ منذُ عشرينياتِ القرنِ الـماضي حتى نهايةِ ستينياتِـهِ ، كانت سوريا العزيزة و العراق العظيم ، ثم مصر الحبيبة في عهد جمال عبدالناصر ، يرسلون إلينا طواقم الـمدرسين و الأطباء و الـمهندسين على حساب حكوماتِهِم ، و تُدفَعُ رواتبُهُم من موازاناتها ، و يفتحون معاهدهم و جامعاتهم لطلابنا و طالباتنا و يؤمنون لهم السكن و يصرفون لهم رواتب شهريةً .

 

(2) يا صفاء ، لو شَـرَّحنا عقولَنا لَـوجدنا في تلافيفها ما علمَنا إياه السوريون و الـمصريون و الفلسطينيون و سواهم من أشقائنا … هؤلاء هم أصحابُ الفضل علينا ما حيينا . و نحن ، يا صغيرة ، مهما فعلنا فإننا لن نستطيعَ رَدَّ واحدٍ من مليون من أفضالهم علينا . و إذا كنتِ تعتقدين أنَّهم مُرتَزِقةٍ فاذهبي للاغتسال في بحارِ الـمغفرة ما بقي لكِ من أيامٍ في الدنيا ، فهم يؤدون أعمالاً و يتلقون أجراً عليها ، و هم أسهموا و يُسهمون في بناء بلادنا ، و لو كنا نتحدث بعدالةٍ لَـوَجَبَ علينا منحهم الجنسيةَ بعد قضائهم خمسة عشر عاماً ، أو على الأقل أنْ نمنحهم الإقامة الدائمة غير الـمَشروطة .

 

(3) عندما تتحدثين عن الوافدين ، تذكري ، يا صغيرة ، أنهم بشرٌ مثلنا و فيهم كثيرون أفضل منا … هذا الشقيق العربيُّ ، و الشقيقُ الـمسلمُ ، و الأخُ في الإنسانية ، مهما اختلفت أعراقُهم و أديانُهم هم بشرٌ يعملون و يبنون و يسهمون في كلِّ النشاطاتِ بجدٍّ و اجتهادٍ و شرفٍ ، و كما هم بحاجةٍ للعمل فإنَّ حاجتنا إليهم أعظمُ ، فلا تتعنطزي عليهم و كأنَّ البشرَ عبيدٌ عندكِ ، فوالله إنَّ الـممرضة الفلبينية ماري ، و العامل النيبالي راما ، و الطبيب الـمصري سيد ، و الـمهندس السوري حسان ، و الـمدرس الفلسطيني عاطف ، و الـمدرب الجزائري الأخضر ، و و و ، هم في عيوننا ، و نحترمهم ، و نريد لهم حقوقاً أكثر .

 

(4) أتعلمين ، يا صغيرة ، أنَّ القوانينَ في قطر و الكويت بخاصة أقرت الالتزامَ بالقانونِ الدولي بشأن العَمالةِ الوافدةِ ؟ … أتعلمين ، يا شابةً في الستين ، أنَّ دراسةً قُـدِّمَتْ إلى رئاسة مجلس التعاونِ بشأنِ التجنيس و الإقامةِ الدائمةِ لحاملي الجنسياتِ العربية الذين ولدوا أو يقيمون في دول الخليجِ منذ خمسةٍ و عشرين عاماً ؟ و أنَّ إحدى الدولِ قامت بإعدادِ كشوفٍ للعملِ بالدراسةِ سواء أُقِـرَّتْ أم أُجِّلَ النظرُ فيها ؟ .

 

(5) أتوجه بالتحية و الاحترامِ و التقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتي ، و إلى الشخصياتِ و القامات السياسية والفكرية و الدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رَفْضَهم لتفاهاتك العنصرية و طالب بعضهم باستجوابك .

 

و من جانبٍ آخر ، أتوجَّـهُ إلى وجه الخير ، الشاب الإنسان الـمتواضع البشوش الـمثقف ، على توجيهاتِـهِ بتعديل بعض القوانين الجديدةِ للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية و العدالة ، و على توجيهاته باستثناء السوريين و الفلسطينيين حملة الوثائق و اليمنيين و العراقيين من كثير من القوانين الجديدة . و أتمنى عليه أن يتم تضمين مناهج التعليم في كل الـمراحل الدراسية مادة جديدة مستقلةً هي حقوق الإنسان ، لأنَّ العنصرية الخفيةَ تتآكلُ قلوبَ بعضنا دون أن يدركوا ذلك ، بل لعلهم يدركونَ و يشعرون بزهو بسبب عَظَمَتِهُم الفارغة . و لي عودة لهذا الـموضوع بإذنه تعالى .

 

ملاحظة صغيرة :

يا صفاء ، عندما هاجر أجدادك إلى الـمغرب في بدايات القرن الثامن عشر ، و عادوا بعد عقود طوال و استقروا في الكويت ، كانوا بشراً و عرباً و مسلمين هناك ، و ظلوا بشراً و عرباً و مسلمين هنا ، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعيٍّ عليك و على كثيرين ؟ … اذهبي و اغسلي وجهك من الـمساحيق ثم انظري في الـمرآةِ لتستعيذي بالله مما سترينه.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Dr Shawki

يسلم فمك استاذ طلال ....الاصيل اصيل

والصغيرة تبحث عن امجاد ولكن للاسف على حساب القيم الانسانية وتناسى روابط عظيمة تربط الشعب المصرى وشقيقه الكويتى وحسبنا الله ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

abdulghaffar

صح لسانك

المقال شامل جامع ويرتقى الى درجه قانون او وثيقه او................. لحقوق الانسان ولكل عاقل يميز الحقائق بصدق وامانه صح لسانك يا أستاذ ناصر طلال

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

أنصفت .. وأصبت .. وأحسنت .. وبوركت ..

لذلك ... نقول لإعلامنا المصري وللمغامرين والسابحين في مستنقع التواصل الاجتماعي .. حينما يقع تصرف فردي من مواطن او مسؤول أو عضو برلمان في بلد عربي تجاه أي مصري .. هناك الملايين التي تغضب وتستنكر وترد وتدافع بكل قوة وإنصاف .. تناولوا الصورة بكاملها .. نحن بخير وأمتنا العربية بخير .. فقط ننتبه لدعاة الفتنة وراغبي الشهرة وقبلهم وبعدهم أعضاء الجماعة الارهابية وداعميهم من الفوضويين ....

عدد الردود 0

بواسطة:

جلال

صح لسانك يا رجل وعشت انت وامثالك درعا للعدالة والانسانية

ما اقوله لك ليس مجاملة وانما امثالك هو مايجب ان تكون عليه الامة العربية ان كانت ومازالت عربية اكرمك الله يا رجل وزادك ايمانا وتواضعا انت مثال الشرف والعزة وانت ممن هو المثل الاعلي والافضل لكل شريف في العالم كله اما عن الخرفانه التي طلبت منها ان تغسل وجهها لتري الحقيقة فما يجب غسله ليس وجهها وانما قلبها قبل عقلها ولعلها مرتزقة قديمة مانسيت اصلها الخسيس واخيرا لك الشكر كله وانعم الله عليك بما تستحقه

عدد الردود 0

بواسطة:

زائر

صفاء الهاشم عليك من الله ما تستحقى .

الأستاذ / ناصر طلال : باركك الله و رعاك . منذ اكثر من اربعين سنة ارسلتنا مصر انا و زميل لحل مشكلة رأها مسئوليكم عويصة و هى كانت كذلك حيث استعانت حكومتكم بخبراء اجانب و لم يجدوا لها حلول !! و قد حللنا هذه المشكلة و الحمد لله وقد تكفلت مصر ببدلات سفرنا و تكفلت وزارة الصحة بمصاريف الأقامة و الأنتقالات لمدة 5ايام و قد رافقنا فى تحركاتنا الأستاذ / عبد الرضا عباس مراقب الأسعاف فى حينه . و بالنسبة لصفاء الهاشم فعليها من الله ما تستحق .

عدد الردود 0

بواسطة:

samir

جميل

الله يكرمك ويكثر من امثالك واقول لهذه المراة اذا كان المصرى يعمل عندكم فذلك لسببين الاول رفع مستوى معيشته والثانى لحبه فلى الكويت وخدمة اهل الكويت واعلمى ان تقديم الخبره لا يقدر بثمن واذا كان المصرى دافع عن الكويت وحررها من احتلال العراق وضحى بحياته بلا مقابل الا حبه فى الكويت ولولا تضحيته لما خرجتى فى الاعلام ولما سمعنا عنك اشكر من قلبى صاحب المقال الشيخ ناصر واكرمه الله من فضله لوقوفه بجانب الحق وهذه المراه واقوالها الى زوال فهى لن تستطيع بث الفتنه بين مصر والكويت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود محمد ادم

شكرا جزيلا

شكرا ياسيدى على قولك كلمة الحق جزاك الله خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

كفو ..... صح لسانك يا أصيل

كفو .. صح لسانك يا أصيل كفيت ووفيت مع الساحرة الشريرة والعجوز الشمطاء والأشكيف

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد احمد الرميلى

تحيه الى رجل يعرف كيف يتحدث :

وعندما يتكلم لا نسمع منه الا النضوج ويعرف ماذا يقول ومتى يقول ان تقديره لحديثه هو تقدير لنفسه التى تتضح فى كلماته المنطقيه اولا ثم المهذبه فى الوصف والتى ازعم ان هذا الكلمه بها حمايه لهذه المرأه ومن على شاكلتها ولعلها تفهم ذلك او تراه فاننا فى عالمنا العربى كثيرا ما نعانى من هذه النوعيه التى تستخدم اسلوب الردح والباطل على انه قوه شخصيه لها فتشعل النار بين الاشقاء اما عن جهل وهذا واضح او حتى عن قصد وهذا لا اتمناه منها ولها

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله احمد

الرجوع للحق فضيلة

أعزك الله ياأخ طلال . كلماتك أثلجت القلوب وندعو الله عز وجل الهداية للجميع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة