محمد الدسوقى رشدى

هل نجح الرئيس السيسى فى تنفيذ أجندة القاهرة فى قلب أفريقيا؟

الإثنين، 10 ديسمبر 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الغياب المصرى عن أفريقيا مؤلما ومثيرا للقلق، وكانت الأصوات تعلو بإعلان قلقها من تلاشى الروابط التى تجمع القاهرة بعواصم القارة الأفريقية، بينما فى عالم البحث والأوراق كان أهل البحث والعلم يحذرون من خطر غياب دور مصر الإقليمى فى عمقها القارى، ومن تهديدات النبت الشيطانى الدولى الذى بدأ ينمو فى مساحات الفراغ التى تركتها القاهرة داخل أفريقيا. 
 
بعضهم كانت تغلبه العاطفة ويلخص الأمر فى ضرورة استعادة الدور التاريخى لمصر فى قلب أفريقيا، وآخرون يتحدثون عن رد اعتبار القاهرة فى قارتها بعد أن حاول البعض استغلال فترات ضعفها عقب 25 يناير 2011، بينما منذ لحظته الأولى كرئيس لمصر كانت أجندة عبدالفتاح السيسى تجاه مصر واضحة ومحددة، والأهم أنها لم تتغير بعد مرور 5 سنوات تقريبا.
 
كان الرئيس السيسى واضحا فى توجهه نحو القارة الأفريقية، يقدم المصلحة العليا للدولة على باقى الخطوات والتوجهات الخاصة بالتاريخ وما كانت عليه العلاقات فى الماضى، كان يرغب فى تأسيس روابط جديدة قوتها فى المصالح المشتركة، تمنح مصر عودة سريعة إلى قلب القارة الأفريقية، وتعيد العواصم الضائعة إلى أحضان القارة مرة أخرى، وهو ماحدث بالفعل بعد رحلة السنوات الخمس الماضية، لتقف القاهرة اليوم محتضنة زعماء القارة الأفريقية فى شرم الشيخ وتملك خريطة واضحة للتنمية فى القارة الأفريقية بالتوازى مع خريطة أخرى تستثمر فيها قوتها الناعمة من خلال إطلاق برامج تأهيل الشباب الأفريقى من قلب القاهرة، تنفيذا لتوصيات منتدى شباب العالم الذى كان واضحا فى جلسته الأخيرة مدى اهتمامه بصناعة جيل جديد فى مواقع القيادة بالقارة الأفريقية مرتبطا بالقاهرة.
 
فى افتتاحه لمنتدى أفريقيا 2018 بشرم الشيخ كان الرئيس السيسى واضحا وهو يخبر العالم أجمع بأن أفريقيا هى مستقبل الاقتصاد العالمى، وبتتبع مسار تحركات الرئيس فى الملف الأفريقى تعبر هذه الكلمات تعبيرا واضحا عن قناعات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم فى مصر. 
 
اسحب ذاكرتك وعد بها إلى الوراء قليلا وتتبع خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أول 6 شهور من حكمه، تكتشف أن الرئيس السيسى التقى 12 رئيس دولة أفريقية وفتح بابا لتواصل الزيارات الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية وغير رسمية بين القاهرة مع العواصم الأفريقية، وهو ما لم يحدث منذ 20 عاما، حتى أثناء مشاركة السيسى فى القمة الأفريقية بغينيا الاستوائية، عقد عدة لقاءات أثارت كثافتها انتباه الجميع، حينما اجتمع مع رؤساء موريتانيا والسنغال وتنزانيا وأوغندا ومالى وغينيا الاستوائية وجنوب أفريقيا ورئيس وزراء إثيوبيا، ثم زار الخرطوم فى طريق عودته، ولم تمر فترة إلا وقد استقبل رؤساء إريتريا وغينيا وتشاد.
 
كان الرئيس يستعيد العواصم الأفريقية مجددا إلى قلب القاهرة، ويعيد القاهرة إلى دورها الريادى فى القارة الأفريقية، ولكنه كان يبحث عن صناعة وريادة تكتل اقتصادى قوى فى ظل نظام عالمى جديد يعتمد على التكتلات، وظهر هذا التوجه واضحا فى تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى داخل أفريقيا وكثافة اللقاءات مع رؤساء دول قد يصنفها البعض بالدولة الصغيرة أفريقيا، ولكن الخرائط والأوراق الرسمية فى الأسواق العالمية كانت تقول عكس ذلك، والسيسى يعلم ذلك، لذا كان حريصا على جذب دول التكتلات التجارية الأفريقية التى تضم مجموعة الكوميسا والسادك ودول شرق أفريقيا، والتى تضم 26 دولة وتمثل أكثر من 62% من إجمالى الناتج المحلى للقارة الذى يقدر بحوالى 1.2 تريليون دولار، كما بلغ حجم التجارة البينية بين دول الكوميسا حوالى 22 مليار دولار، وفق تصريحات رئيس لجنة التجارة بمجلس أعمال الكوميسا.
 
 تمارس مصر دورا لا يخفى على أحد من أجل دعم أجندة التنمية فى القارة الأفريقية فى ٢٠٦٣ تحت شعار أفريقيا التى نريدها، وهو ما يعكس الرغبة المصرية فى قيادة تكتل اقتصادى جديد داخل القارة التى تنتج أكثر من 6 ملايين برميل نفط يوميا، خاصة مع اكتشاف كميات هائلة من النفط فى غينيا ونيجيريا وأفريقيا الوسطى، فضلا عن أن القارة غنية بالموارد الطبيعية الأخري، مثل الغاز الطبيعى والصخرى والتعدين، وهو ما يلزم مصر أن تكون موجودة وحاضرة فى المشهد بقوة، وهو ما يترجم لك وبكل بساطة كل هذا الاهتمام المصرى بالقارة الأفريقية، وكل هذا الصمود الذى مارسه الرئيس السيسى وهو يتحرك بخطوات ثابتة فى الملف الأفريقى بهدوء وصلابة تمكنه من التعامل مع كل الضربات وكل محاولات التشكيك وضرب العلاقات حتى يصل إلى تلك الأرض الثابتة التى يقف عليها اليوم مخبرا العالم أن مستقبله فى أفريقيا، بعد أن نجح فى استعادة الإيمان الأفريقى بأن رؤية مستقبل القارة السمراء ستكون أكثر وضوحا لو كانت من القاهرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة