أحمد الله على انتهاء فترة انتخابات الرئاسة المصرية على خير، وهى كما قلت فى مقال سابق من أهم مؤشرات الحيوية فى المجتمع المصرى، ففى حين أن هناك دولا كثيرة حولنا لا تستطيع أن توفر شربة مياه لمواطنيها استطاعت مصر أن توفر الاحتياجات الأساسية بكل يسر، بل استطاعت أن تحقق فائضا فى العديد من الخدمات مثل خدمة الكهرباء، حتى سمعنا من يقول إنه يجب علينا أن نبدأ فى تصديرها، فى حين أننا منذ سنوات قليلة كنا نعانى أشد المعاناة من انقطاع الكهرباء الذى مغَّص علينا حياتنا، بل والأهم من هذا استطاعت مصر أن تمارس استحقاقاتها الدستورية بكل سلاسة ويسر فى الوقت الذى تحارب فيه الإرهاب، وتمضى قدما فى مشروعات البنية التحتية وإصلاحيات البنية الحالية، فتكلل كل هذا العمل الجاد بمشهد راق من مشاهد ممارسة الحقوق السياسية، مما سيكون له أكبر الأثر فى تدعيم استقرار مصر سياسيا واقتصاديا.
هنا يطل السؤال: لماذا ذهب المصريون إلى صناديق الاقتراع بهذه الكثافة التى أعلنت عنها الهيئة العليا للانتخابات، فى حين أن المنافسة كانت محسومة من قبل؟ فى اعتقادى أن المصريين ذهبوا لمنح الرئيس السيسى أصواتهم، لأنه فى المقام الأول أعاد الثقة فى الدولة مرة أخرى، كما أعاد الثقة فى مؤسسات الدولة، واستطاع بكل حزم أن يعيد التآلف بين مؤسسات الدولة وقطاعاتها المتعددة، فأصبح المسؤولون الآن يدركون أن الرئيس يسمع ويشاهد ويرى كل ما يدور فى أروقة مؤسسات الدولة، كما أصبحوا على ثقة أيضا بأنه يراقب أداءهم ويقيم أفعالهم، فالحسنة لمن أحسن والسيئة لمن أساء.
فى السنوات الأربع الماضية، مضت مصر فى مشروعات إصلاحية كبيرة، كما أنها مضت فى مشروعات أمنية مذهلة، والإنجاز الأول الذى سيحسبه التاريخ للرئيس عبدالفتاح السيسى هو أن حافظ على مصر والمصريين فى ظل عالم مترنح، كما أنه استطاع أن يغير صورة مصر من تلك الدولة المتهالكة إلى تلك الدولة المتطلعة، وفى ظنى أن الرئيس عب الفتاح السيسى مطالب الآن بإكمال مشاهد الإصلاح فى المجتمع، بداية من إصلاح الخدمات العامة، وحتى إصلاح الحياة السياسية، مرورا بإصلاح مستوى المعيشة الذى تأثر كثيرا بإجراءات الإصلاح الاقتصادى القاسية، وقبل كل هذا إصلاح ثقافة المصريين الذى «للأسف» غابت كثيرا عن صدارة المشهد فى الفترة الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة