محمد محمود حبيب يكتب: الاكتئاب عند الأطفال

يعتقد كثير من الآباء والأمهات عدم وجود ما يُعرف بالاكتئاب عند الأطفال، ولكن الدراسات الطبية أثبتت وجوده مؤخرًا عند الأطفال، ولن اتناول هنا الاكتئاب عند الأطفال من الناحية الطبية، ولكن من الناحية الفكرية لارتباطه بالتطرف، فمظاهر الميل إلى العنف عند الشباب مرتبط بنفسية وتربية الطفل، فيحدث الاكتئاب عند الطفل عندما يمر بحالة نفسية سيئة مصحوبة بانخفاض احترام الذات وفقدان المتعة أو فتور الهمة وسرعة الغضب والانفعال وميله للعزلة الاجتماعية وازدياد مشاعر الحزن واليأس، نتيجة استخدام القسوة فى تربيته، أو مشاهدة الاكتئاب عند والديه أو المشاكل الأسرية فضلًا عن أسباب أخرى نادرة الحدوث تنتج من الآثار الجانبية للعلاج الدوائى أو وراثة جينات معينة.

ويجب أن يعلم الآباء والمربين أن عدم علاج الاكتئاب عند الأطفال يرسخ عنده عقد نفسية تكون بذور وجذور لتصرفات خاطئة عند الكِبر كالانتحار أو الانحراف أو التطرف أو ترك اعتناق الدين، ولكن ليس كل طفل يبدو حزينًا بعض الشيء يعنى أنه مصاب بالاكتئاب، فلو استمر الحزن طويلًا أو تم ملاحظة  أن تصرفات الطفل أصبحت أكثر عدائية؛ أو يُفرّط فى ممتلكاته وأدوات اللعب أو تشتت الذهن لمدة طويلة ويظهر كالمحبط مما يؤثر على نشاطاته اليومية المعتادة واستمتاعه بالحياة، وكذلك كثرة حديثه عن الموت والأمور السلبية؛ فيجب الاستعانة بالطبيب أو بالمعالج النفسى للوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة فقد يكون سببها أسباب طبية.

ويمكن تقديم حلول مبسطة لتلافى حدوث الاكتئاب من الأخطاء التربوية وذلك من خلال تجربتى كمدرب تنمية بشرية ومنها: تشجيع الطفل على التنفيس عما بداخله أو التعبير عن نفسه، ومساعدة وتشجيع الطفل لممارسة الرياضة والهوايات والأنشطة المفيدة والأفضل أن تكون مرتبطة بمشاركات مع غيره من الأطفال، وتعويد الطفل على التفاؤل والبعد عن الحزن والندم والتشاؤم، وفتح جسور للحوار وتبادل الآراء والأفكار مع الطفل دون تعنيفه على أفكاره، بل محاولة تصحيحها دون ترهيب، وتجنب إظهار المشاكل الأسرية أو مظاهر الحزن أمامه.