أكرم القصاص

قيام داعش ومقتل البغدادى.. الوثائق الألمانية ومفاتيح اللغز بين بوش وأوباما وأردوغان وترامب

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يعتبر مقتل أبو بكر البغدادى خليفة داعش نهاية للتنظيم الإرهابى؟ السؤال تجيب عن تقارير مختلفة أن داعش ما يزال قائما، بل وهناك احتمالات لانقسامه أو اندماجه مع القاعدة ليبدأ مرحلة جديدة، ثم إن الحديث عن نهاية داعش أمر يبدو مستبعدا طالما يمتلك التنظيم ملايين الدولارات ومخزون الذهب الذى حصل عليه من سوريا والعراق، سواء من تجارة النفط، أو الذهب الذى تم نهبه وتم تهريب بعضه إلى خارج نطاقات المطاردة.
 
الأهم أن تنظيم داعش لم يكن مجرد تنظيم نشأ ذاتيا، وإنما تمت صناعته من خلال تفاعلات كثيرة، بدأت فى أعقاب الغزو الأمريكى للعراق 2003، ولم يكن قيام داعش بعيدا عن إرادة الولايات المتحدة الأمريكية، هكذا كتب الصحفى الألمانى كريستوفر رويتر، مراسل مجلة دير شبيجل الألمانية فى كتابه «السلطة السوداء» وقال: «لا يعود تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية إلى فقهاء وعلماء مسلمين، بل إلى جنرالات وضباط استخبارات علمانيين فى حزب البعث العراقى بمساعدة غير مباشرة من الجيش الأمريكى».
 
يسجل رويتر فى كتابه: إن داعش بدأ بعد غزو العراق 2003 تحت إشراف رئيس الإدارة الأمريكية السابق فى العراق بول بريمر الذى حل الجيش العراقى، وتم بعده تصفية عدد من الضباط العراقيين، لم يكونوا كلهم تابعين لصدام حسين، واعتبر كريستوفر داعش تنظيما استخباراتيا، هدفه انتزاع جزء من العراق وسوريا لزرع دولة دينية هذا ما بدا واضحا فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وإن كان كريستوفر يرجع نشأة داعش إلى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش. 
 
ويعتمد كريستوفر رويتر فى كتابه «السلطة السوداء» على وثائق نشرتها ديرشبيجل الألمانية عثر عليها فى منزل سمير عبد محمد الخليفاوى وشهرته «حجى بكر»، وهو ضابط عراقى سابق ينسب له التخطيط لإنشاء داعش، وقتل حجى بكر فى منزله عام 2014، وعثر بعد مقتله على كمية من الوثائق حول خطط التنظيم وتحركاته وكيفية التوسع والتجنيد. 
 
ولم يكن كريستوفر وحده الذى أكد أن داعش تنظيم أقيم بمعرفة عدد من أجهزة الاستخبارات الغربية والأطلسية، ويقول إن هذه الدول الأطلسية ومعها قطر وبعض دول الخليج قدمت السلاح والمال والسيارات ذات الدفع الرباعى، لمعارضة غير ظاهرة، اختفت لتظهر تنظيمات داعش والنصرة، وقدمت تركيا الدعم اللوجيستى وكانت ممرا للمقاتلين من أنحاء العالم إلى سوريا والعراق، وبالفعل نشرت موسكو فيديوهات وصورا للقوات التركية بجانب مقاتلى داعش فى سوريا أثناء فترة صعود التنظيم، كما نشرت فيديوهات تكشف عن علاقة بلال ابن الرئيس التركى بداعش والنفط االسورى المسروق، وقبل أشهر عرضت قناة العربية تقريراً مصوراً لصورا جوازات سفر عناصر تنظيم «داعش» الأجانب مع عائلاتهم، وعليها أختام المعابر الحدودية التركية.
 
وفى نوفمبر 2015 قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين فى أنطاليا بتركيا: إن تمويل داعش يأتى من 40 بلدا، بما فى ذلك بعض دول مجموعة العشرين، وكان يشير إلى تركيا والولايات المتحدة وبعض دول الخليج بشكل خاص.
 
وبالتالى كان صعود البغدادى فجأة لقيادة داعش يتم تحت سمع وبصر وكاميرات أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم، الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية، ناهيك عن التركية والروسية، قام تنظيم داعش مدعوما بفرق تليفزيونية وفضائية تصنع له أفلاما احترافية بجودة عالية، وتبدو أنها من إنتاج قناة أو مدينة إعلام كبرى، كما حصل التنظيم على أعداد من سيارات الدفع الرباعى التى ميزت مسيراته وتحركات قياداته. 
 
وكشف تحقيق أجرته شركة «تويوتا» اليابانية أن 4 دول عربية اشترت عشرات الآلاف من سيارات الدفع الرباعى تويوتا «لاندكروزر» و«هيلوكس» وسلمتها لداعش.. وأن قطر وحدها اشترت 32 ألف سيارة 2012، ومثلها على دفعات من موديلات وهى سيارات كانت علامة فى استعراضات داعش فى سوريا وليبيا والعراق.
 
جزء من لغز داعش، كشفته اعترافات حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى السابق الذى اعترف فى حديث تليفزيونى أن قطر قدمت الدعم للجماعات المسلحة فى سوريا، عبر تركيا، بالتنسيق مع القوات الأمريكية وأطراف أخرى، وربما كان هذا هو ما دفع دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية فى أغسطس 2016 لوصف الرئيس باراك أوباما بأنه «مؤسس» تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال أمام حشد من أنصاره فى فلوريدا: إن أوباما وهيلارى كلينتون هما «أكثر اللاعبين قيمة» بالنسبة لتنظيم «الدولة الإسلامية».. وردت عليه هيلارى كلينتون وقتها ووصفته بالبذاءة، لكن ترامب بعد فوزه بالرئاسة كرر اتهامه لسلفه أوباما بأنه ساعد فى نشأة التنظيم واتساع الإرهاب، وأنه لم يكن جادا فى حملاته لمحاربة داعش، وقال عن مجرد دعم أمريكا لقوات سوريا الديموقراطية هزم التنظيم، بينما قضى أوباما عامين يزعم أنه يحارب داعش بينما كان التنظيم يزداد قوة.
 
كل هذه التفاصيل تحمل إشارات عن نِشأة داعش، وتجيب عن بعض الأسئلة، لكنها تؤكد أيضا أن داعش ليس مجرد تنظيم يمكن أن ينتهى بمجرد قتل أحد قياداته، بينما ما يزال يمتلك المال والسلاح، والسيارات التى اختفت بعد هزيمة التنظيم، إن لغز داعش مايزال يحمل الكثير من النقاط الغامضة.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة