خالد ناجح

من البر والبحر.. «قردوغان» إلى الجحيم

الإثنين، 11 نوفمبر 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش الشعب التركى حالة من اليأس بعدما رأى بلده بدأ طريقه السريع نحو الانهيار فى ظل بقاء رئيسه الحالى الذى يسير به نحو الهاوية.
 
والبحر دائمًا مصدر خيرات، ومصدر إلهام للشعراء والمبدعين، ومصدر رزق للذين يعملون بالصيد، وأخيرًا أصبح مصدر ثروة للدول التى تكتشف الغاز.
 
وفى شرق المتوسط يأتى الخير للدول الواقعة عليه، فيما عدا تركيا التى تريد أن «تسرق» مقدرات الشعب القبرصى وخيرات بلده من خلال تنقيبها غير القانونى عن الغاز فى أرض هى ليست لها، ولن تكون بفضل التحالف الثلاثى (المصرى اليونانى القبرصى) الذى يقف بالمرصاد لكل «حرامى» يريد أن يمد يده ليسرق حقوق جيرانه، وتتعهد الدول الثلاث بقطع أى يد تمتد بالشر لشرق المتوسط، وهذا ما حدث فى جلسة المباحثات المشتركة التى عقدها الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، مع كل من السيد نيكولاوس بانايوتوبولوس، وزير الدفاع اليونانى، والسيد سافاس أنجيليدس، وزير الدفاع القبرصى.
 
نعلم أن غاز شرق المتوسط كان أمل الـ«قردوعان» الأخير فى النجاة من أزمته الاقتصادية بعدما «يسرقه» ويبيعه كما فعل فى بترول سوريا والعراق، ولا يخفى عن الجميع العلاقة الوثيقة بين النظام التركى وداعش، لذلك اتفق الوزراء الثلاثة على أن تنظيم «داعش» الإرهابى يبقى تهديدًا على الأمن الإقليمى والأوروبى والدولى.
 
لكن تحطمت آمال الـ«قردوغان» على صخرة التعاون الثلاثى خاصة بعدما شهد الوزراء الثلاثة المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك البحرى الجوى «ميدوزا - 9» الذى نفذته عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة لكل من مصر واليونان وقبرص، واستمر عدة أيام بمسرح عمليات البحر المتوسط غرب جزيرة كريت باليونان.
وأصيب الـ«قردوغان» بالجنون عندما أكد الوزراء أنهم دخلوا حقبة جديدة من التعاون الجيو استراتيجى، بناءً على إمكانات كل منهم، وأصيب بالفزع عندما أدان وزراء دفاع مصر واليونان وقبرص، أعمال التنقيب التركية غير القانونية فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، داعين للوقف الفورى لهذه العمليات غير القانونية، والحاجة إلى احترام الحقوق السيادية لجمهورية قبرص فى مياهها الإقليمية وفقًا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة لقانون البحار، كما استنكر الوزراء الغزو التركى الأخير لسوريا، الأمر الذى أدى إلى أزمة إنسانية جديدة، وزيادة أخرى لتدفقات الهجرة، وأدان الوزراء محاولة تركيا تقويض سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية بغرض إحداث تغييرات فى التركيبة الديموغرافية والبنية الاجتماعية للشعب السورى. 
 
وداخليا أصيب الشارع التركى بخيبة أمل جراء الإجراءات الأخيرة التى يتبعها الـ«قردوغان» ضد شعبه، هذا بالطبع مع تزايد الأزمة الاقتصادية التى لا يبدو أن هناك حلولًا قريبة لها من قبل هذا النظام القمعى هناك، حتى إن الشباب بات مهزومًا فى تركيا بسبب سياسات الخليفة، وهذا ما قالته رئيسة حزب الخير التركى المعارض، ميرال أكشنار، والملقبة فى تركيا بـ«المرأة الحديدية»، إذ قالت إن الشباب فى تركيا فقد الثقة فى بلاده، ودللت على فساد الرئيس التركى بأن ميزانية الرئاسة كانت تقدر بنحو 199 مليون ليرة تركية، وصلت إلى 3.1 مليار ليرة تركية حاليا.
واستطردت: «إن ميزانية القصر اليومية تبلغ نحو 8.5 مليون ليرة تركية، دعونى أقل لكم إن تكلفة إنشاء مستشفى حكومى مدفوع التكاليف مكون من 300 سرير هى 52 مليون ليرة، بما يعنى أن نفقات القصر الأسبوعية فقط يمكنها بناء مستشفى مكون من 300 سرير».
 
وما زاد من الطين «بلة» للنظام الحاكم فى تركيا هو معاناة حزب العدالة والتنمية من تراجع لقاعدته الشعبية بعد فشله فى انتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته، وهى بلدية إسطنبول وموجة الاستقالات التى كان أبرزها استقالة رئيس الوزراء الأسبق داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، على باباجان.
 
معاناة الأتراك تتزايد من سياسات الرئيس التركى الفاشلة والتى تؤدى إلى هروب الاستثمارات، بسبب قراراته العدوانية، حيث تسبب العدوان الذى شنه الـ«قردوغان» على سوريا، فى اعتراض عمال مصانع شركة فولكس فاجن الألمانية للسيارت على إقامة مصنع الشركة الجديد بمدينة مانيسا فى قلب تركيا.
 
وبما أن الكوارث لا تأتى فرادى، فقد أثارت تصريحات عضو المجلس الاستشارى لـرئاسة الجمهورية التركية، بولنت آرينتش، التى أعلن فيها تعاطفه مع ضحايا حالات الطوارئ فى تركيا، أنه يشعر بحزن كبير تجاه عشرات الآلاف من المعتقلين والمفصولين من أعمالهم بقرارات حالة الطوارئ، مؤكدا ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه القضية، وأنه يرأف بحال ضحايا مراسيم حالة الطوارئ التى فصلت مئات الآلاف من المواطنين من عملهم، وتسببت فى اعتقال عشرات الآلاف، كما أعلن أيضا رفضه عزل رؤساء البلديات الكردية المنتخبين بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، بل وصل الأمر إلى أنه تمنى أن تنشق الأرض وتبلعه عندما يرى كبار مسؤولى الدولة المفصولين وهم يعملون فى محطات البترول أو مقاهى الشاى أو تذهب زوجاتهم لتنظيف المنازل.
 
المثير أن الانتقادات لم توجه للنظام التركى من الدول التى تملك قرارها أو حتى التى لديها موقف من النظام التركى، بل امتد النقد للحليف القطرى وعبر قناة الجزيرة الإنجليزية، وهو ما جعل القنوات التركية الرسمية والموالية للنظام هناك من «بهدلة تميم ودويلته الصغيرة»..
 
وبعد كل ذلك، أعتقد أن نهاية الخليفة اقتربت، وليذهب إلى الجحيم.








الموضوعات المتعلقة

رجال الداخلية والمطر

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 05:42 م

كليوباترا.. وقانون الملكية الفكرية

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة