محمد محمود حبيب يكتب: حب التملك عند الأطفال

الخميس، 11 أبريل 2019 02:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: حب التملك عند الأطفال أطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حب التملك غريزة طبيعية لكن فى كثير من الأحيان يتم الإفراط فى استخدامها فتؤدى لنفور واستياء الآخرين، فلا تقتصر على حب الشخص لأغراضه وأملاكه، بل تتطور لأكثر من ذلك فيقوم الشخص بالتطلع لما عند الآخرين من أغراض، بل والتحكم فى صفات الآخرين ومحاولة السيطرة والتدخل فى شئون الآخرين، وبداية ظهور هذ السلوك يكون عند الأطفال فيرفضون مشاركة الآخرين فى ألعابهم، ويرى على الجميع تنفيذ أوامره، والانصياع لنواهيه، فى غفلة من الوالدين والمربين عن خطورة هذه التصرفات، معتقدين أنها مرحلة وستمر، أو أنهم لا يريدون حرمانه أو عقابه لأنه صغير.
 
وللأسف فهناك عواقب خطيرة لهذا السلوك منها فشله فى التعامل الصحيح مع شريك حياته فتصرفاته يظهر عليها الأنانية المفرطة، فضلًا عن أن المتطرف المحتقر للآخرين والأنانى فى فكره ورأيه كان طفلًا أنانيًا محبًا لتملك أى شىء، كان يعتقد أن كل ما تصل إليه يده هو من أملاكه لا يريد أن ينازعه الأطفال فى ألعابه، بل يمارس العنف ليخطف من الآخرين ألعابهم.
 
ومن خلال تجربتى كمدرب تنمية بشرية فى تقويم وعلاج سلوك الأطفال والشباب يمكن بلورة أسباب حب التملك عند الأطفال فى شعور الطفل بالضعف نتيجة توبيخ الآخرين أو تعرضه للعنف من الآخرين، مما يجعله يتصرف وكأنه يعيش وحده وبالتالى التقوقع حول أغراضه، فينشأ عنده حب التملك، وكذلك تقليد الطفل لكل من حوله فى الاهتمام بشئونهم وزجره عند التعرض لأغراضهم فيظهر لديه حب تقليدهم فى التعلق بأغراضه بصورة خاطئة، فينشأ عنده حب التملك المذموم، وأيضًا بخل الأسرة له أو حرمانه لفترة معينة مما يجعله يبحث عن سعادته دون التفكير فى الآخرين، وكذلك التدليل الزائد للطفل من الوالدين يقوى شعور الطفل بأنه محور اهتمام الآخرين مما يقوى عنده شعوره بالأنانية، وبالتالى ينشأ عنده حب التملك، بالإضافة لبعض الأسباب الطبية أو الجينة وهذه يحددها الطبيب.
 
وتظهر أعراض كثيرة لحب التملك المذموم والمفرط منها غيرة الطفل من الأطفال الآخرين وحسدهم، وضعف الثقة فى نفسه باعتقاده أنه أقل من غيره، وكذلك عدم احترام خصوصيات الآخرين.
 
ويمكن علاج حب التملك المذموم عند الأطفال بتنمية روح المشاركة وتنمية الروح الاجتماعية عند الطفل من خلال الاندماج مع الآخرين، وتشجيعه على حب ممتلكاته وأغراضه ولكن ليس بصورة مطلقة، فبين الحين والآخر يتم استعارة أغراضه ولو لمدة مؤقتة لتدريبه على العطاء ولترسيخ الاستعداد عنده لمساعدة الآخرين ولو بصورة يسيرة، وأخيرًا يجب أن يكون الآباء والأمهات قدوة أمام الطفل مع الاهتمام بسرد قصص عن عواقب حب التملك المذموم مع تعويد الطفل على تحمل المسئولية بمحاولات ترتيب مكان نومه ومكان اللعب.
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة