القارئة هاجر حبيب تكتب: منزل بلا دفء

الجمعة، 17 يناير 2020 10:00 م
القارئة هاجر حبيب تكتب: منزل بلا دفء أم وطفلها

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل حاولت مرة أن تنزل شوارع نيويورك فى ليلة باردة يحيطها الثلج من كل مكان، تشعر برعشة جسدك تكاد تجعل قلبك يتوقف عن الخفقان، يقف شعرك معلنا ثورته عما يشعر به.

تريد أن تشعر بدفء شمس أو نار مشتعلة تجعل الحرارة تسرى داخل جسدك الشاحب يكاد الدم يتوقف داخل شرايين جسدك إلى أن يأتى النهار معلناً نهاية ليلة مظلمة، كاحلة باردة تثير أشعة شمسها الأرجاء، تحاول أن تتخطى الصعاب، تنشر أشعتها بين الأشجار تنشر الدفء فى كل مكان تلمس الأزهار والأشجار تنتظرها بشوق تلامس جسدك الهزيل، تعيد لنفسه الدفء والحنان، تشعل القلب بنبضاته تعيد الحياة؛ فهى شمس الدنيا وشمس الحياة؛ فالأم أيضاً هى شمس البيت وعمود البيت والأمل والآمال والحنان وجودها هو سر الحياة لمستها تعيد للقلب نبضاته وحنينه.

لمستها تقشعر الأبدان حنانها يعيد الأحلام والآمال، الأم حضن ترمى فيه كل متاعب الحياة تأتى إليها مثقلا متعباً من الحياة ترمى على بابه الأحمال تعود براحهً لا يشعر بها المحروم من تلك النعمة التى بين يديه ترمى بها إلى شوارع اليأس والتوهان.

فتلك أم سهرت وحملت وربت وتعبت وتحملت من تعب الحياه أيام وليالٍ طوال ورد جميلها تركها فى ظلمات الليل بين حيرة وألمٍ يعتصر قلبٌ طالما احتمل المشقة من أجل أطفالٍ لا يشغل بالهم سوى المصلحة فقط، تركها ابنها العاق ليرضى زوجته المغرورة السعيدة بانتصارها على هذه الأم التى طالما أفنت عمرها فى خدمة أولادها، وعلى النحو الآخر تجد ابنتها سندها تقع بين نارى الاختيار بين أمها حبها وبيتها الذى يرأسه رجل قلبه يشبه الصخرة.

لو فكر هؤلاء ولو للحظة واحدة فى يوم مثل هذا يأتى عليكم لا تجدون سوى ظلمات الليل من كل جانب لأخذتكم الشفقة والرحمة بتلك العجوز التى تستحق أن ترفع لها القبعات على ما فعلته لأبنائها.

لطالما حلم المحروم من أمه أن تعود للحياة ولو للحظة واحدة ليركع تحت قدميها يقبلها ويحملها فوق رأسه لباقى عمره ولكن الإنسان !

 

هذه البيوت هى بيوت باردة لا يدخل الدفء فيها ولا البركة بيوت ينقصها رحمهً من الرحمن.

نصيحهً يامن لديك أمك على قيد الحياة اجعلها فوق رأسك وداخل قلبك، تذكر قليلا ما تحملته من مشقه لتصبح ما أنت عليه الآن، تذكر وأنت تربى أولادك اليوم الذى سيأتى فيه دورك وتصبح فى مكانها عاملها بما تحب ان تعامل به.

ونصيحة أخرى لزوجة الابن ساعديه ليصبح ابنا باراً بأمه ولا تسعدى لعقوق زوجك لها فالذى يضحى بما حملته فى بطنها تسعةِ أشهر من السهل عليه أن يضحى بك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة