وبحسب موقع "تركيا الآن"، اعترف وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، بتراجع علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبى خلال عام 2020، بسبب المشاكل القائمة بين بلاده وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد، مشيرا إلى أن أنقرة تسعى حاليا لفتح صفحة جديدة مع دول الاتحاد الأوروبى.


بدأت أول أزمة فى أعمال الحفر والتنقيب في شرق البحر المتوسط في مايو 2019 حينما أطلقت تركيا أول سفينة حفر وهي «الفاتح»، والتي اعتبر وزير الطاقة التركي، فاتح دونماز، إطلاقها بمثابة «بداية حقبة جديدة» في مخطط اكتشاف النفط والغاز في تركيا.


واستمر التصعيد في الحرب الكلامية بين تركيا واليونان على خلفية أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في مناطق متنازع عليها بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي حتى نهاية العام المنقضي.


وجاءت مطالبة وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس تركيا بوقف «استفزازاتها» في شرق البحر المتوسط وبحر إيجه والتوقف عن تهديد بلاده بالحرب، بعدما أعلنت تركيا، إجراء قواتها البحرية تدريبات رماية بالذخيرة الحية في البحر المتوسط، بعد أقل من أسبوعين على قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي قررت توسيع عقوبات على أشخاص في تركيا بسبب أنشطتها غير القانونية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط وتأجيل النظر فيها إلى القمة المقبلة في مارس 2021.


وتشير تقارير تركية إلى عام 2020 قد شهد تورطاً تركياً في جزيرة قبرص وعملت السياسة التركية على اشتعال حدة التوتر في المنطقة، وثمة خلاف على الحدود البحرية بين شطري جزيرة قبرص، إذ قامت جمهورية قبرص اليونانية - في الجنوب - بترسيم منطقتها الاقتصادية في شرق المتوسط بشكل أحادي في عام 2010، وردت قبرص الشمالية بتوقيع اتفاق مع تركيا، لترسيم جرفها القاري في عام 2011.
وتُجري تركيا عمليات تنقيب في المنطقة المحيطة بقبرص والقريبة من اليونان باعتبارها شريكًا ولحماية مصالح القبارصة الأتراك، وتعترض قبرص اليونانية – الشمالية - واليونان على ذلك، وتعتبرانه انتهاكًا لسيادتهما ومياههما الإقليمية، بينما تؤكد تركيا أنها تنقب داخل جرفها القاري.


ويقول الكاتب السوري، خورشيد دلي، تعليقاً على مستقبل علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي عام 2021، إن تركيا التي كانت تسعى للانضمام إلى العضوية الأوروبية باتت في توتر شبه دائم مع الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات عليها، معلنا في الوقت نفسه أنه سيفرض المزيد من العقوبات القاسية على أنقرة، ما لم تتراجع عن سياستها العدوانية، والمهددة للأمن في المتوسط وأوروبا.


ودفعت تجاوزات تركيا في شرق المتوسط، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمهاجمة تركيا، وقال إن الأتراك يحترمون الأفعال فقط وليس الأقوال، ولذلك فإنه اتخذ موقفا صارما لوقف تجاوزات تركيا في منطقة شرق المتوسط


وبدأت فرنسا وإيطاليا واليونان وجمهورية قبرص اليونانية، اتخاذ خطوات حاسمة ضد التدخلات التركية في منطقة شرق البحر المتوسط، بتكوين تحالف رباعي بينهم لتأمين عمل شركات الطاقة التابعة لتلك البلدان في منطقة المتوسط، وقطع الطريق على رغبة أنقرة في السيطرة على حقول الطاقة هناك.


ورغم الحالة التركية التي تبغي فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع أوروبا وهو ما بدا من تصريحات وزير خارجيتها "جاويش" والتي قال فيها: "تركيا جزء من أوروبا ومستعدة للتعاون من أجل التغلب على المشاكل التي تواجهها أوروبا. نحن على استعداد أيضًا للاستفادة معًا من الفرص المتاحة والثروات الموجودة في قارتنا الأوروبية ومنطقتنا. يجب أن يتم تقاسم المسؤولية العادلة والأعباء بأفضل طريقة في القضايا الأخرى بما في ذلك حل المشاكل والهجرة".


عبّر وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس عن اعتقاده بأن تركيا ستستمر في الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي بعد فرض عقوبات عليها، مشدداً على أن مساعي أنقرة للتقرب من أوروبا، هدفها تكوين علاقة خاصة مع الاتحاد قد تسمح لها بالدخول إلى السوق الأوروبية دون إلزامها بسيادة القانون وحقوق الإنسان، وأن الاتحاد ملزم تاريخياً بالسعي لتغيير موقف الأتراك تجاه أوروبا.


كان جاويش أوغلو، أعلن أن أردوغان، قد وجه الدعوة إلى رئيسي مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية لزيارة تركيا، كما سيلتقي أردوغان مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 21 يناير الجاري. 
ويشير تقرير لـ "موقع تركيا الآن" إلى أن الموقف التركي تجاه الاتحاد الأوروبي، سوف يشهد تغييراً مع قدوم الإدارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة برئاسة جو بايدن، بعدما عبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق من خطط تركيا المعلنة للمسح في المناطق التي تفرض اليونان وقبرص سلطتها عليها في شرق البحر المتوسط، وأن مثل هذه الأعمال الاستفزازية تزيد من التوترات في المنطقة.