حكمت يوسف

فلسطين الحاضرة في قلب مصر

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 09:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما زالت آلة الحرب الإسرائيلية تواصل الفتك بكل ما هو فلسطيني في قطاع غزة، وكذلك في مناطق الضفة الغربية، إذا لم يعد هناك مكان آمن في القطاع المحاصر، مع استمرار عدد الشهداء والإصابات في الارتفاع، وسط جهود دبلوماسية تقودها جمهورية مصر العربية منذ اللحظة الأولى لبدء الحرب في السابع من أكتوبر الجاري، وذلك من باب الدور التاريخيّ للقاهرة، والتي تعتبر القضية الفلسطينية ثابتا تاريخيا في اجندتها القومية.

منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والقيادة المصرية لم تتخل عن دورها التاريخي في نصرة القضية الفلسطينية، ومحاولة لجم أي عدوان على الأراضي الفلسطينية، إذ أن جولات التصعيد والحروب التي شنت على مدار السنوات الماضية أثبتت بشكل قاطع ان للقاهرة دور رئيسي ومحوري في التخفيف عن الفلسطينيين وخاصة سكان قطاع غزة.

الدور المصري في حرب 7 أكتوبر الجاري ضد قطاع غزة انطلق منذ اللحظة الأولى، إذ بدأت كافة أركان وأذرع القيادة المصرية بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بإجراء سلسلة من الاتصالات والجولات المكوكية لمحاولة خفض التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، حيث ما زالت هذه المحاولات مستمرة حتى كتابة هذا النص على امل التوصل لتفاهمات تؤدي في نهاية المطاف لوقف حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل ضد سكان قطاع غزة.

التحرك والدور المصري يأتي في إطار حرص القاهرة على صيانة وحفظ الحق الفلسطيني والذي يعتبر ثابتا مهما في الاجندة المصرية على مدار التاريخ، إذ تعتبر مصر من اهم الدول اللاعبة والرئيسية في الحفاظ على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في سلم أولويات المجتمع الدولي من خلال تحركاتها الهادفة لمحاولة حل هذه القضية ورفض تهميشها.

إن ما قامت به جمهورية مصر العربية بعد أيام من اندلاع حرب 7 اكتوبر ضد قطاع غزة، وربطها مغادرة الرعايا الأجانب من القطاع عبر معبر رفح البري، بإدخال المساعدات لأكثر من مليوني نسمة في غزة لهو دليل قاطع وحاسم على أن فلسطين ما زالت حاضرة في قلب القاهرة، أذ أن هذا الموقف المتقدم جدا للقيادة المصرية جعلها تتعرض لضغوط دولية كبيرة جدا، ولكن كافة هذه الضغوط تحطمت أمام صلابة الموقف المصري الذي رفض وما زال يرفض المساومة على حقوق الشعب الفلسطيني.

الفلسطينيون وخاصة سكان قطاع غزة دائما ما ينظرون للدور المصري بإيجابية كبيرة جدا، وفي ظل ما يتعرضون له في الوقت الراهن من حرب إبادة تمارسها آلة القتل الاسرائيلية ضدهم إلا أن آمالهم ما زالت معلقة بجهود الدولة المصرية لإنهاء هذه الحرب وإدخال المساعدات للسكان المحاصرين.

يأمل سكان قطاع غزة من جمهورية مصر العربية بعد انقشاع غبار الحرب، تنظيم مؤتمر عربي دولي تضم أجندته اولا انهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بأسرع وقت ممكن وتوحيد شطري الوطن، وثانيا إعمار ما دمرته حرب 7 أكتوبر على غزة، وثالثا تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تكون القدس عاصمتها.

مدير وكالة سوا الإخبارية الفلسطينية










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة