خالد دومة يكتب: أبي الذي أكره

الخميس، 19 أكتوبر 2023 02:25 ص
خالد دومة يكتب: أبي الذي أكره خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تحتاج التربية إلى القسوة؟ حتى تخرج لنا جيلا على قدر من الخلق القويم؟ حين تشتد عصا الأب أو المعلم على الصغار، ترهب وتقيمهم على الطريق الصحيح، فلا تترك أثرا في النفس؟ وما هي نوعية تلك القسوة، التي نحتاج إليها، إن دراسة أفعال ومراحل نمو الأطفال، واحتياجتهم هي التي تحدد نوع الأسلوب، الذي يجب على المربي أن يتخذها، في تربية النشأ، والجهل بتلك المراحل، يخرج لنا أطفال مشوهين، حتى ولو كانت على قدر من النجاح، وهل النجاح في مراحل التعليم المختلفة، هو مقياس التربية الصحيحة، فالتربية التي نحتاجها، أو نريد أن يكون عليها، أبنائنا هي ان تخلف لنا جيل قادر على أن يكون حرا، يتحمل نتائج اختياراته بعد توجيه، نحو طريقين، فليست التربية قاصرة على العائلة، الأب والأم وكفى، في عصر لا يعرف حدود ولا سدود، عالم منفتح على كل شيء، فالإرهاب، قد يزجر في العلن، مخافة المجتمع، ولكن من يرهب النفوس والضمائر، فالمشكلة الكبرى في حياتنا، إننا لا نؤمن، إلا بالوازع الاجتماعي، في حين إننا لا نجعل للوازع الداخلي شأن، تنقسم حياتنا إلى قسمين، نمارس فيهما حياتنا بإزدواجية غريبة، حتى صارت هذه الازدواجية، هي الأساس، بل هي القاعدة، التي يسير عليها معظم الناس، ولها القبول، لدى الجميع، وسطية من نوع أخر، تورث النفاق،، فالنفاق مبدأ شائع دون أن نتلفظ به، نتعامل به، نمارسه، الأحاديث حول القيم والمباديء، لا تعدو أن تكون أحاديث لسانية، وأن المعادلة قائمة بانضباط، كذب وصلاة، سرقة وصلاة، لا بأس فالحسنات يذهبن السيئات، كل بذور الحقد والأنانية والكراهية، تطغى على الجميع ومع ذلك فلا شأن لها، طالما أن صاحبها يقيم الشعائر، كأن الشعائر، هي التي تغذيها، لأنها تذيبها، وتمحوها، وتغسل حوبها.
 
ماذا فعل الآباء بالأبناء؟ هل ما قام به الآباء نحو أبنائهم، كان جرم كبير. فعل الآباء كل ما يفعل كل أب، في كل زمان، وفي كل مكان، بذل قصار جهده في التربية والتعليم، ولو أساء الطريق، فعن غير قصد، ولا عمد، كان قصوره من ناحية التعليم الخاطيء، يريد الأباء أبناء أصحاء، على قدر كبير من النجاح، في الحياة، ولكن النتيجة، هي أن الكثير منهم يخفق، فيما يريد لأن القواعد المتبعة، غير الصحيحة، لن يكون هناك جيل كامل صحيحا، لأن ذلك بعيد عن طبيعة البشر والحياة، الامتزاج والتنوع، القيمة الكبرى للحياة الإنسانية، كما أن هناك نجاح، فهناك إخفاق، وإن كان في الأجيال الجديدة، في أشياء، لم يعهدها الجيل السابق، هل نستطيع أن يكون في قابل الأيام أو في المستقبل القريب، أو البعيد، حياة واحدة، جيل متشابه في كل شيء. فذلك لن يكون ونرجو ألا يكون.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة