وائل السمرى يكتب.. مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى.. القضية والرسالة.. المهرجان يؤكد على دعم الشباب بالخبرة والقدوة.. والفعاليات تقدم نموذجا على إمكانية تكامل مؤسسات الدولة وتكاتفها لتقديم الثقافة فى أبهى صورها

الأحد، 26 نوفمبر 2023 05:20 م
وائل السمرى يكتب.. مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى.. القضية والرسالة.. المهرجان يؤكد على دعم الشباب بالخبرة والقدوة.. والفعاليات تقدم نموذجا على إمكانية تكامل مؤسسات الدولة وتكاتفها لتقديم الثقافة فى أبهى صورها وائل السمري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن كنت تبحث عما يمكن أن يضيفه الفن إلى الحياة، فتعالى هنا، هنا شرم الشيخ، تلك المدينة التى تعمر القلب والروح وتعيد تثقيف العيون بما يليق بها من جمال، وهنا أيضا مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، ذلك الحلم الذى وصل إلى عامه الثامن فظهر فى أحسن صوره، وأصبح موسما سنويا لإبراز مفاتن شرم الشيخ، ودمجها بالثقافة المصرية الأصيلة، وحلقة لوصل هذه الثقافة بما يدور فى أنحاء العالم من إبداع.
 
حالة فنية رهيفة وآسرة، تملأ القلب بالأمل، فى مستقبل الثقافة المصرية التى تعرف بوصلتها جيدا، وتوظف إمكانياتها جيدا، وتفتح شرايينا جديدة لأبو الفنون، موسيقى هنا، تمثيل هنا، تجديد هنا، وأصالة أيضا.
 
كانت الأجواء ملبدة بالصراعات والعقول مشحونة بالتساؤل عن أهمية الفن فى تلك الأجواء الملتهبة، فجاء هذا المهرجان الذى حمل الإجابة النموذجية، فالفن لا يخدم إلا الإنسان، وكلما ارتقى الفن أكثر أدى تلك الخدمة على أتم وجه، وقد ظهرت هذه الإجابة بشكلها الجلى فى كل تفاصيل المهرجان، بداية من شعاره الملهم "المسرح من أجل الإنسانية" وحتى فى الفيلم التقديمى الذى عرض فى افتتاح المهرجان، ثم فى كلمات الحضور وتفاعلهم اليومى، ولا أجد أبلغ مما قاله الفنان "حمزة العيلي" فى كلمته فى بداية المهرجان ليعبر عن روح كل مصرى حيث قال "منذ أن نشأت ولا أعرف فى حياتى قضية سوى القضية الفلسطينية" 
 
فلسطين هنا حاضر وبقوة، وروح مصر الوطنية متجسدة فى كل تفاصيل المكان والزمان والوجوه، وللمفارقة التاريخية، وللبشرى أيضا، فقد كانت تلك المدينة محتلة من نفس العدو فى يوم من الأيام، لكنها اليوم حرة شامخة فاتنة، وللمفارقة أيضا، فقصر الثقافة الذى يقام فيه فعاليات المهرجان كان فى يوم من الأيام أحد معسكرات الجيش الإسرائيلى، وبيد مصر وقوة أبنائها، صار المكان الذى وضع العدو عليه المدافع وأحاطه بالدبابات، محلا للفن والإبداع محاطا بالأفئدة التى تهوى الفن وتشد إليه الرحال.
 
كشف هذا المهرجان أيضا عن جاهزية منشآت وزارة الثقافة لاستضافة الفعاليات الكبرى، فكما ذكرنا يحتضن مسرح قصر ثقافة شرم الشيخ المسابقة الرسمية للعروض الكبيرة، وقد رأيته على درجة كبيرة من الجاهزية، وهو ما يؤكد أن ما تتمتع به مصر من بنية تحتية ثقافية يمكنها من أن تشيع الفن والمعرفة والإبداع فى كل مكان، بشرط واحد ووحيد أن تجد هذه البنية التحتية من يحسن استغلالها، ويجيد تقديمها.
 
هكذا اسمه "مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي" ومن الاسم نعرف إنه مخصص للشباب، أن الشباب هم محوره الأهم، وقد ظهر هذا بشكل واضح فى حرص المهرجان على تقديم ورش العمل المختلفة لشباب الفنانين، واستضافة عروض الشارع التى تناسب الحالة الشبابية وتشبك المسرح مع أهل شرم الشيخ وزوارها، كما ظهر فى احتلال الشباب لصدارة العروض المسرحية، لكن مع هذا كله فقد تميز المهرجان بالاحتفاء بقيمة أساتذة الفن وأعمدته فى مصر، وليس أدل على هذا من من الفنانة القديرة "سميحة أيوب" سيدة المسرح العربى هى الرئيسة الشرفية للمهرجان، وأن دورة هذا المهرجان أيضا حملت اسم الفنان القديرة "سميرة محسن" كما كرم الفنان القديرة "ميمى جمال" وترأس لجنة تحكيم العروض المخرج الكبير صاحب البصمة التاريخية "خالد جلال" كما ترأس اللجنة العليا المايسترو "نادر عباسي" وهو بذلك لم يخرج عن كونه مسرحا للشباب أبدا، بل على العكس تماما، فقد تكاملت رسالته بشكل استثنائى، فقد قدم الشباب، وقدم لهم الفرصة والخبرة والتهيئة، كما قدم لهم القدوة أيضا، وفى الحقيقة فإنى أجدنى مضطرا فى هذا الشأن إلى التوجه إلى رئيس المهرجان ومؤسسه المخرج "مازن الغرباوي" بكل الشكر والتحية على هذه الرؤية التكاملية.
 
شرم الشيخ وآه من شرم الشيخ، وكأنها مدينة خارج الزمان والمكان، وكأنها خلقت لتكون هكذا، آية للجمال الفاتن، وأيقونة لكل معانى السمو، وفى الحقيقة فإنى كنت أضع يدى على قلبى قبل أن آتى إلى هنا، فقد شهدت هذه المدينة منذ عام حالة غير مسبوقة من الاهتمام والتطوير بالتواكب مع انعقاد قمة المناخ العالمية، وكنت أخشى أن تجرى العادة المصرية مجراها، وأن تمتد يد الإهمال والعبث إلى ما تم من إنجاز وتطوير، لكن بفضل رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذه المدينة، وجهد محافظها اللواء أركان حرب "خالد فودة" ظلت هذه المدينة حاضرة متألقة أصيلة ومتجددة، وقد ضرب "فودة" أروع الأمثلة لتكامل مؤسسات الدولة، مؤكدا أن المحليات قادرة على صنع الثقافة ورعايتها بشرط أن يكون القائمون عليها مثل اللواء "خالد فودة" الذى يؤمن بالثقافة ويتفانى فى خدمة محافظته والسهر على رعايتها.
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة