أكرم القصاص

حر وصيف.. تغير المناخ وعالم يحرق نفسه

الجمعة، 07 يوليو 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرارة غير مسبوقة على كوكب الأرض، وتشهد مناطق بالعالم ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة، ويجد متابعو الطقس أنفسهم مع موجات لا تنتهى من الحر، وموجة تسلم أخرى بلا توقف، لدرجة أن تقرير الأرصاد يتوقع موجة حارة جديدة، والموجة السابقة مستمرة، والأمر أصبح أكثر جدية من خلاف سنوى بين عشاق الصيف، ومحبى الشتاء، فالفصول تبدلت، وتداخلت بسبب تغير مناخى وتحذيرات من صيف وشتاء وجفاف وفيضانات وحرائق.
 
هذه التقارير أصبحت طقسا سنويا مع كل صيف وعلى مدى ثلاثة عقود منذ التسعينيات من القرن العشرين، لكن الجديد هذا العام أن بعض المراكز الخاصة برصد الطقس تقول إن هذا الصيف الحار، قد يكون رائعا بالنسبة لما سيتأتى فى السنوات المقبلة.
 
 وحسب تقرير لموقع فوكس فإن الثلاثاء الماضى الموافق 4 يوليو عيد الاستقلال، كان الأعلى حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل أربعة عقود، وفقا للعلماء فى مشروع رايناليزر للمناخ فى جامعة ماين، بينما قالت تقارير أخرى إن الحرارة ترتفع بشكل يمثل علامة على سلسلة المناخ القاسى الذى سببه تغير المناخ.
 
وشهدت أجزاء من العالم تحطيم السجلات القياسية لدرجات الحرارة، مثلما حدث فى مقاطعة كيبيك الكندية وبيرو، وسجلت العاصمة الصينية بكين أرقاما قياسية لتسعة أيام متتالية وفى حين يحذر علماء من استمرار ارتفاعات درجات الحرارة انعكاسا للتغير المناخى، فإن البعض منهم لا يرى الأمر مفاجئا أو خطيرا وإنه يتماشى مع الخط الذى طالما تم التنبؤ به من عالم يزداد حرارة بسبب التغير المناخى، حيث تعمل الانبعاثات الحرارية على رفع درجة حرارة الكوكب، وكلما زادت حرارة الجو، كلما أصبحت موجات الحر أكثر حدة، ومن المرجح أن تسوء موجات الحر كتلك الموجودة فى الجنوب الأمريكى وأوروبا. 
 
الجو يتغير فى مصر والعالم، الحرارة والرطوبة متلازمتان يضاعفان الشعور بالحر والعرق، وعلى مدى عقود يحذر العلماء من تأثير قطع الأشجار وحرق الغابات والتلوث الصناعى على رفع درجات حرارة الجو، مع تحذير من ذوبان الثلوج وارتباك الفيضانات والسيول.
 
وفى عام 2021 بلغت درجات الحرارة فى بعض مناطق كندا 40 درجة مئوية، وهى أرقام غير مسبوقة، وتجاوزت الحرارة 50 درجة واقتربت من 60 فى بعض الدول، وتكررت حرائق الغابات خلال الصيف فى السنوات الماضية، بسبب ارتفاع غير طبيعى فى درجات الحرارة، وتم تسجيل 348 كارثة عام 2020، منها الفيضانات التى دمرت العديد من مدن أوروبا الوسطى وخلفت عشرات القتلى فى ألمانيا وبلجيكا، وهى كوارث قابلة للتكرار، وتتواصل توقعات العلماء بين تشاؤم تام وتشاؤم متوسط، لكن بشكل عام فإن التوقعات تشير إلى مزيد من التحولات فى الطقس وحركة الفيضانات والسيول والغابات فى العالم.
 ولم يتوقف العلماء على مدى سنوات من إطلاق تحذيرات من أجل أخذ قضية التغير المناخى بجدية، والسعى لإنقاذ الأرض من هذا الواقع الصعب، وقالوا إن عام 2023 قد يشهد رقما قياسيا لدرجات الحرارة بسبب التغير المناخى، وهذه الحرارة دليل آخر على الاقتراح الذى أصبح مدعوما بشكل هائل بأن الاحتباس الحرارى العالمى يدفعنا إلى مستقبل أكثر سخونة.
 
هذه التغيرات المناخية، تعيد التذكير بأهمية أن يلتفت العالم كله خاصة الدول الصناعية الكبرى، إلى خطر التغيرات المناخية وأن ينفذوا التوصيات التى تصدر عن قمم المناخ، وآخرها قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، التى انعقدت فى شرم الشيخ، نوفمبر الماضى «COP 27»، بترتيبات مصرية وانعقدت وسط حضور كثيف لزعماء العالم وسط إدراك كبير لخطر التغير المناخى، الذى انعكست تأثيراته خلال السنوات الأخيرة بشكل حاد، وأصبحت تهدد سكان الأرض فى حال استمرت الاستهانة بتأثيرات تتجسد فى فيضانات وجفاف وحرائق، وجوع وفقر، وتعكسه التحولات الضخمة فى درجات الحرارة وظهور أكثر من صيف يتجاوز ما قبله من حرارة ، وأصبح مهما أن يلتفت العالم إلى أنه يحرق نفسه وأن كل صيف سيكون أكثر حرارة من سابقه، ما لم تسارع الدول الصناعية والعالم لمواجهة التغيرات والانبعاثات، وتنفيذ تعهدات المناخ بجدية.
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة