د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: لا شىء يموت

الجمعة، 29 سبتمبر 2023 03:31 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: لا شىء يموت د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كم من مرة رددت عبارة "قلبي مات، وإحساسي مات، ومشاعري ماتت، وأحلامي ماتت، وطموحاتي ماتت"، وأشياء كثيرة يظن الإنسان أنها ماتت ودُفنت إلى الأبد، وما مات لا يمكن بالطبع أن يعود إلى الحياة، فهذا هو المنطق، ولكن سبحان مَنْ قال: (يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)، فما نظنه قد مات، لا يستطيع أن يُحييه سوى المولى عز وجل، لأنه هو الذي خلقه، فهو قادر على نفخ الروح فيه من جديد، وإعادته إلى الحياة مرة أخرى.

 

هل نُنكر أن معرفتنا بأشخاص لا تستحق تتسبب في موت قلوبنا، ولكن القدر يضع في طريقك إنسانًا يستعيد قلبك ويُعيد إليه نبض الحب والحياة، فتشعر برحمة ربنا عليك، لأنه عوضك بمَنْ يستحقك، ومنع عنك مَنْ لا يستحقك على الإطلاق.

 

وهل نُنكر أن الحياة كثيرًا ما تفرض علينا أن نقتل أحلامنا وطموحاتنا بسبب عدم وجود الموارد أو الإمكانيات التي تُؤهلنا لتحقيق أحلامنا، فنظن أننا لابد أن تكبح جماح طموحاتنا، ونُنحي أحلامنا جانبًا، ولكن يتدخل القدر ويقول كلمته، ويُرسل لنا مَنْ يُعيد الطاقة والأمل إلى أحلامنا، ويُساعدنا على تحقيقها على أرض الواقع.

 

فكم من شخص عمل في مجال لم يجد نفسه فيه، ثم فتحت له الدنيا ذراعيها لكي يجد نفسه في المجال الذي لطالما حلم به.

 

وكل هذه الأحداث تُؤكد أنه لا شيء يموت، طالما أننا لازلنا نعيش ونحيا، وتنبض الروح بداخلنا، وطالما أن المولى عز وجل موجود يرحمنا ويرعانا برعايته الإلهية، فلا تقول ما بداخلي مات، ولا تظن أن قلب لن يحيا من جديد، ولا تيأس من رحمة الله، ولا تُسيء الظن بالقدر، فالرحمة لازالت تُحيط بنا، والحُب يُرفرف بجناحيه من حولنا، ولكن المطلوب منها أن نفتح ذراعينا لاستقبال الخير، ونسمح لقُلوبنا باستقبال الحُب، وندفع أحلامنا للأمام لكي تتحقق على أرض الواقع دون أن يُحاصرها اليأس من كل اتجاه.

 

وأخيرًا، لا تقول على شيء أنه قد مات وانتهى، فلا شيء يموت طالما أن الأمل لازال موجودًا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة