دندراوى الهوارى

نتنياهو يطلق الرصاص على أقدام إسرائيل من محور «فيلادلفيا».. جيش مصر جاهز 

الإثنين، 15 يناير 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور مائة يوم من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، ورغم حجم الدمار الشامل، وقتل الآلاف، وما استتبعها من حالة غليان حارقة للمنطقة بأكملها، وتطاير شرارات إلى مناطق أخرى، ما يهدد بانتقالها إلى باقى المنطقة، فإن الحكومة الإسرائيلية فقدت الكياسة السياسية، وتجاوزت قواعد المنطق والعقل، وشخصنت الأهداف، على حساب أمن واستقرار شعبها، وبدأت وكأنها أصيبت بالعمى السياسى، وشلل عقلى غير قادر على التفكير والتدبير، وأن هناك تصاعدا مخيفا فى غضب وسخط الشعوب العربية والذى وصل إلى الحلقوم.
 
بنيامين نتنياهو ورفاقه يحاولون تصدير مشاكلهم السياسية الداخلية للخارج، ويتبنى نظرية حل هذه المشاكل بافتعال المشاكل مع كل دول الجوار، فى إحياء لنظرية سياسية قديمة مفادها أن النظام المأزوم ويواجه عثرات سياسية طاحنة، يبدأ فى افتعال المشاكل الخارجية مع الجيران، وبما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يواجه قضايا تهدده بالسجن، قرر أن يصدر أزمته الشخصية للخارج، وغرس بلاده فى مستنقع حرب، يمكن لها أن تشعل المنطقة بأكملها وتهدد أمنها واستقرارها بعنف.
 
ولم يكتفِ فقط بخوض حرب بربرية ضد الفلسطينيين بل يحاول حثيثا أن يوسع دائرة التوتر بافتعال مشاكل مع دول أخرى، وتصريحه المتكرر عن أن تل أبيب لن تنهى الحرب دون إغلاق الثغرة فى محور فيلادلفيا وإلا فإن دخول الأسلحة سيتواصل، دون إدراك حقيقى أن مصر دولة كبيرة وقوية، قادرة على حماية حدودها،  وتحترم اتفاقياتها القانونية والأمنية، وأن هذه الاتفاقيات حاكمة وضابطة.
 
حرص الدولة المصرية منذ فجر التاريخ على إعلاء شأن السلام مع الجميع، وفى القلب منهم، الجيران، لم ولن يؤثر على أمنها القومى المقدس، الذى تقبض عليه كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى فعاليات احتفالية «تحيا مصر.. تحيا فلسطين» فى حضور الآلاف فى استاد القاهرة، ومتابعة الملايين أمام شاشات القنوات التليفزيونية، داخليا وخارجيا.
ونقولها بوضوح إن الرهان على فرض سياسة الأمر الواقع لن تؤتى ثمارها، وأن التاريخ لا يسقط بالتقادم، والحاضر مختلف بأدواته العصرية الناقلة لأدق التفاصيل فى الحرب البربرية على غزة، ويتابعها العالم بأسره، ويتأثر بها، ويؤثر فيها، فلم يعد هناك مجال لقلب الحقائق، وإبراز العضلات السياسية والدبلوماسية لكسب تعاطف زائف، فالقضية صارت عالمية وواضحة، وحددت من هو الظالم ومن هو المظلوم.
 
وبما أن التاريخ لا يسقط بالتقادم، وأن حكمة مصر وجنوحها نحو السلم، وقوة صبرها الاستراتيجى، فإن ذلك لا يثنيها عن الدفاع عن أمنها القومى، واعتباره «مقدسا، وخطا أحمر» لا يمكن الاقتراب منه، وأن شعار «الله أكبر» يسكن القلوب منذ غزوة بدر، ومرورا بحرب أكتوبر 1973 العظيمة، وجاهز للانطلاق من القلوب إلى الحناجر ليحطم سدودا وحدودا وموانع وسواتر، دفاعا عن الأرض والعرض.
 
وليعلم القاصى والدانى أن مصر، عبارة عن جيش، خُلق له دولة، ومن ثم فإن عقيدة الجيش المصرى مختلفة كليا وجزئيا عن عقيدة أى جيش فى العالم، كونها عقيدة متجذرة فى أعماق التاريخ، وقائمة على الدفاع عن الأرض والعرض ببسالة وشجاعة احتارت النظريات العلمية العسكرية فى توصيفها الوصف الدقيق، وأن شعارها منقوش على جدران المعابد والمقابر، وعلى تعاويذ أثرية لا حصر لها،  جميعها تحذر كل من يقترب من حدود مصر جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، بالويل والثبور وعظائم الأمور.
 
ونصيحة للحكومة الإسرائيلية، أن تحترم معاهداتها ومواثيقها، وأن تعود لصوابها وتغليب مصلحة شعبها فوق مصلحتها الشخصية، فيكفى أنها أعادت شعبها إلى المربع رقم صفر، بشحن غضب وسخط ملايين العرب ضدهم، ووضعت بأيديها الحواجز القوية والمعيقة أمام أصدقائها فى السير لإيجاد علاقات سوية!
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة