فتح مصر.. ما موقف المصريين وقت دخول المسلمين البلاد لمحاربة الروم؟

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 05:30 م
فتح مصر.. ما موقف المصريين وقت دخول المسلمين البلاد لمحاربة الروم؟ حصن بابليون
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم: 16 أبريل 641م، المكان: حصن بابليون بمصر القديمة، الحدث، انتصار جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، لتصبح مصر منذ تلك الوقت حاضرة إسلامية وولاية ضمن ولايات الخليفة الراشدي الفاروق عمر بن الخطاب، وذلك بعد سقوط حصن بابليون آخر معاقل الدولة البيزنطية بالقاهرة، ليكمل العرب بعد مسيرتهم نحو الإسكندرية آخر معاقل الروم في مصر، وينهوا وجودهم نهائيا.

دخول جيش عمرو بن العاص إلى القاهرة وانتصاره على الجيش البيزنطي المتمركز في حصن بابليون كان بمثابة مفاجأة كبيرة، وتسأل البعض كيف لجيش عدده لا يتجاوز 4 آلاف مقاتل من دخول الاستيلاء على حصن بابليون الضخم والمنيع، في مقابل قوات تتحصن بداخله عددها ضعف قوات المسلمين؟

الكاتب محمد حسين هيكل، ذكر في كتابه "الفاروق عمر"بعض المؤرخين الأمر عجبًا، فيلتمسون له العلة ويزعمون أن قبط الفرما أمدوا العرب بالمعونة في أثناء الحصار، فكان ذلك سبب قهرهم عدوهم، كذلك يقول المقريزي وأبو المحاسن، ويذكر ابن عبد الحكم «أنه كان بالإسكندرية أسقف للقبط يقال له أبو ميامين، فلما بلغه قدوم عمرو بن العاص كتب إلى القبط يعلمهم أنه لا تكون للروم دولة، وأن ملكهم قد انقطع، ويأمرهم بتلقي عمرو، فيقال: إن القبط الذين كانوا بالفرما كانوا يومئذ لعمرو أعوانًا.» وهذا الذي يذكره ابن عبد الحكم لا يستقيم أكثر مما تستقيم رواية المقريزي ورواية أبي المحاسن، فأبو ميامين هذا هو الأسقف بنيامين، وهو لم يكن بالإسكندرية حين مجيء العرب إلى مصر، بل كان قد فر منها منذ سنوات إلى قوص.

ولعل ابن عبد الحكم وغيره من المؤرخين المتأخرين إنما أثبتوا هذه القصة؛ لأنهم لم يجدوا تأويلًا لانتصار عمرو على الروم إلا أن يكون قد لقي العون من أهل مصر، فأثبتوا القصة وصدقوها استنادًا إلى ما كان من كراهية القبط لحكم الروم وقيامهم في وجه الاضطهاد الديني الذي فرض عليهم، والواقع أن القبط لم يعاونوا المسلمين ولم يعاونوا الروم، وأنهم لا أثر لهم في ظفر المسلمين بعدوهم واستيلائهم على مواقعه وحصونه.

وبرر هيكل ذلك الموقف من أهل مصر، بأنهم شعب مصر وقف من الفريقين المتحاربين موقف المتفرج شديد التطلع، لقد أصابه الروم من ألوان الظلم والاستغلال والاضطهاد بما أزال من نفسه كل حماسة لنصرهم، وهو لا يعرف من أمر العرب ما بدعوه إلى كراهيتهم ولا إلى الترحيب بهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة