مسار جديد لتوسيع التوترات العسكرية فى المنطقة.. تفجير قاعدة "كالسو" للحشد الشعبى فى العراق.. اتهامات موجهة لإسرائيل بتنفيذ غارات على "وكلاء" طهران بالشرق الأوسط.. وهل تورط تل أبيب أمريكا فى التصعيد ضد إيران؟

السبت، 20 أبريل 2024 11:19 ص
مسار جديد لتوسيع التوترات العسكرية فى المنطقة.. تفجير قاعدة "كالسو" للحشد الشعبى فى العراق.. اتهامات موجهة لإسرائيل بتنفيذ غارات على "وكلاء" طهران بالشرق الأوسط.. وهل تورط تل أبيب أمريكا فى التصعيد ضد إيران؟ قوات الحشد الشعبى
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الساعات الأولى من ليلة السبت، دوّت انفجارات ضخمة في محافظة بابل العراقية، وتصاعدت النيران من قاعدة كالسو العسكرية قرب بلدة الإسكندرية على بعد 50 كيلومترا تقريبا جنوبي بغداد، على الفور نسب البعض التفجيرات إلى غارات إسرائيلية أو أمريكية، خلية الإعلام الأمني العراقية أعلنت مقتل عنصر من الحشد الشعبي وإصابة ثمانية آخرين بينهم منتسب من الجيش في الانفجار.

حسابات ومواقع تابعة للفصائل المسلحة في العراق، قالت إن التفجيرات وقعت نتيجة لغارات أمريكية – إسرائيلية على القاعدة التي تضم "مقرات ألوية مقاتلة للحشد الشعبي ووحدات تابعة للجيش العراقي وأخرى من الشرطة الاتحادية"، وسجل شهود عيان عراقيون وجود طيران مسير أمريكي يجوب سماء محافظتي بابل وبغداد العراقيتين تزامانا مع هذا الهجوم.

خلية الإعلام الأمني قالت إن "أبطال الدفاع المدني في بابل والجهات الساندة، بذلوا جهوداً كبيرة وإجراءات سريعة وتعزيزات منعت امتداد الحريق لمسافات أبعد وتمكنت من السيطرة عليه بوقت قياسي"، مؤكدة أنه "تم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث".

وتابعت: "ومن خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل، فيما أكد تقرير قيادة الدفاع الجوي ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار".

المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، قال إن التقارير الأولية تشير على أن الاستهداف نُفذ بطائرات مسيرة وليس بطائرات مقاتلة، لكن تم رصد طائرة تزويد بالوقود في أجواء العراق وتحرك أخرى تابعة للخارجية الأمريكية من بغداد نحو بيروت.

وأضاف: "تواترت تقارير عن تسبب هذا الانفجار الذي نجم عن 3 غارات وليس غارة واحدة في إصابة سبعة على الأقل، منهم مقاتلون من اللواء السابع النهري في الحشد الشعبي."

بدوره تحدث الحشد الشعبي العراقي في بيان، عن انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل، مضيفا أن الانفجار تسبب في خسائر مادية وإصابات وأن فريق تحقيق وصل إلى مكان الانفجار.

لكن شبكة "بي بي إس" نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إنه "ليس للجيش الأمريكي أي نشاط في المنطقة التي وقع فيها انفجار في بابل بالعراق"، و قالت القيادة الوسطى الأمريكية إن التقارير عن تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية في العراق غير صحيحة، كما قال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إن قواته لم تضرب ولم تشارك في ضرب مواقع في العراق.

الفصائل العراقية المسلحة توعدت بالرد على من يقف خلف الاعتداء على مقر الحشد في بابل، وتوعد الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء" في العراق بأنه "سيتم الرد".

أما المقاومة الإسلامية في العراق، قالت إنها استهدفت بالطيران المسير هدفا حيويا في إيلات جنوب إسرائيل، مضيفة أن هذا الهجوم هو "رد على انتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية واستهدافه لمقرات الحشد".

ويأتي هذا الحادث، بعد يوم من انفجارات شهدتها مدينة أصفهان الإيرانية، وأرجعتها مصادر أمريكية إلى هجوم إسرائيلي، بينما قالت إيران إن الانفجارات كانت نتيجة التصدي لهجوم بطائرات مسيرة صغيرة على المدينة، في حين قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إنه كان هجوما صاروخيا استهدف مطارا عسكريا في أصفهان.

وقبل أسبوع، تعرضت إسرائيل لهجوم إيراني بعدد كبير من الطائرات المسيرة إضافة إلى الصواريخ، وقالت إنها نجحت في التصدي لمعظمها بمساعدة حلفائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.

ولا شك أنه لا يمكن فصل هذا الهجوم على قاعدة كالسو عن مسار التصعيد الإيراني الإسرائيلي، خاصة أن الحشد الشعبي وما يندرج تحته من مجموعات مسلحة في العراق هم جزء رئيسي من وكلاء طهران المسلحين، وهناك هناك احتمالان حول منفذ هذا الاستهداف:

الأول: هو أن يكون استهدافا إسرائيليا وليس أمريكيا في محاولة لتوسيع دائرة التصعيد والرد بصورة أكبر على الهجوم الإيراني يوم 13 أبريل بعدما لم يرمم هجوم الأمس صورة  إسرائيل وأثار انتقادات حادة ضدها داخليا، فضًلا عن محاولة نتنياهو توريط الولايات المتحدة في التصعيد ضد إيران، ويعزز هذا الاحتمال هو ما ذكره الصحفي الأمريكي نيك شيفرين، في حسابه على موقع إكس بأن مسؤولا أمريكيا كبيرا أخبره أنه لم يكن هناك نشاط جوي أمريكي فوق منطقة الانفجار اليوم، في حين قال مسؤول عراقي كبير للصحفي الأمريكي أن الانفجار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية، وأن التحقيقات ما زالت جارية.

الاحتمال الثاني: وهو "أقل احتمالا" هو أن يكون هذا الاستهداف هجوما استباقي من جانب الولايات المتحدة بشكل أساسي لردع الفصائل المسلحة في العراق ووكلاء إيران بوجه عام ومنعها من شن هجمات على أهداف أمريكية أو إسرائيلية استجابة للتصعيد الدائر بين إسرائيل وإيران، ولكن هذا الاحتمال مستبعد خاصة وأن القيادة المركزية الأمريكية نفت تماما شنها أي غارات على العراق اليوم.

حتى مع النفي الأمريكي، من المحتمل أن يؤدي الهجوم إلى انتهاء التزام الفصائل المسلحة بالعراق بالتهدئة السارية منذ يناير 2024 بعد استهدافها القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية. ومن ثم العودة إلى استهداف قواعد وأهداف أمريكية سواء في العراق أو في سوريا خًلل الفترة المقبلة، وهو ما يحقق الهدف الإسرائيلي بصورة أساسية إذا ما صح الاحتمال الأول.

ومن المرجح أن يؤثر هذا الاستهداف بصورة كبيرة على نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة والتي ناقشت ضمن ملفاتها الأساسية الوجود الأمريكي في العراق والرغبة في إنهاء مهام التحالف الدولي ضد داعش، وسط تصعيد خطابي من جانب الفصائل العراقية وأحزابها السياسية ضد قوات التحالف وأنها خرجت عن إطار المهام المنوطة بها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة