"نصنع العمران ويحترفون الخراب".. إسهامات مصر حولت قطاع غزة سابقا من مدن أشباح إلى مشاريع كبرى.. مؤتمر شرم الشيخ جمع أكثر من 4 مليارات دولار.. والرئيس السيسى يوجه بمنحة كبيرة فى 2021 وتنفيذ 3 مدن سكنية

الأربعاء، 15 مايو 2024 01:00 م
"نصنع العمران ويحترفون الخراب".. إسهامات مصر حولت قطاع غزة سابقا من مدن أشباح إلى مشاريع كبرى.. مؤتمر شرم الشيخ جمع أكثر من 4 مليارات دولار.. والرئيس السيسى يوجه بمنحة كبيرة فى 2021 وتنفيذ 3 مدن سكنية قطاع غزة سابقا
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صارت غزة ركاما فوق ركام، هكذا أرادتها إسرائيل وحققت ما أرادت، وهى فى حربها المسعورة لم تنحر آلاف الأبرياء أو تُفسد حياة الآخرين وأحلامهم فحسب؛ إنما أهدرت حصيلة عقود من العمل والإنجاز والبناء، ومن جهود دول وأشقاء سعوا إلى مساعدة الفلسطينيين بكل السبل، ومنهم مصر.

سجل مصر فى دعم القضية الفلسطينية، لاسيما إعادة إعمار غزة، حافل بكثير من العطاء، وفى عام 2009 احتضنت مدينة شرم الشيخ المؤتمر الدولى لإعادة الإعمار بحضور 75 دولة، ومشاركة عدد كبير من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية، وكان فى طليعة الحضور الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلوسكونى، وتعهد مانحون دوليون بتقديم 4.481 مليار دولار لمساعدة غزة والاقتصاد الفلسطينى.

وخلال 5 حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة أعوام 2008، 2012، 2014، 2021، 2022، كانت مصر الرائدة فى تقديم العون، وصاحبة اليد العليا فى خطط إعادة الإعمار، ما يعكس دعمها المستمر والتزامها الثابت تجاه الأشقاء والقضية، وأنها لا تتوانى عن تعبئة الجهود وإعادة بناء البنية التحتية وتحسين حياة أهالى القطاع.

وفى سبتمبر 2014، أدت الحرب الإسرائيلية لأضرار واسعة طالت 171 ألف منزل، إضافة لدمار مئات المرافق والمنشآت العامة، وانطلاقا من دور مصر التاريخى استضافت القاهرة مؤتمـر إعـادة الإعمـار برعايـة الرئيـس السيسـى، ومشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ووزراء خارجية وممثلى 50 دولة عربية وأجنبية و20 منظمة إقليمية ودولية، فكان واحدًا من أكبر التجمعات الدولية، وتعهـدت الـدول المشـاركة بتقديـم 4.5 مليـار دولار، ووقف العــدوان الإسرائيلى انطلاقا من المبادرة المصرية.

وشكّل عدوان مايو 2021 تحولا عميقا فى دور مصر، فبعد سنوات من ريادتها لجهود الإعمار وتلاقى الإرادات الدولية، وإنجاز اتفاقات الهدنة ومبادلة الأسرى ومفاوضات المصالحة بين الفصائل، قدّمت دعما ماليا ضخما بقيمة 500 مليون دولار، لإعادة إعمار بعض منطق القطاع، والتعويض عن أضرار قصف الاحتلال التى طالت 1500 وحدة سكنية و75 مقرا حكوميا و68 مدرسة ومرفقا و40 مسجدا وكنيسة، إضافة لنحو 300 منشأة اقتصادية و7 مصانع، ومن خلال التوجيه الرئاسى نجحت الشركات المصرية بمعاونة مقاولين من غزة فى إصلاح كثير من الأضرار، وإنشاء تجمعات سكنية، وتأهيل مناطق وطرق القطاع.

ونفذت اللجنة المصرية لإعادة الإعمار مشاريع متعددة، بعد إزالة الركام وتأهيل الأرض عبر 65 يوما شملت رفع أكثر من 85 ألف متر مكعب من الركام، تلتها 6 مشاريع لتطوير الواجهة البحرية وإنشاء 3 مدن سكنية: «دار مصر 1» فى الزهراء، و«دار مصر 2» فى جباليا، و«دار مصر 3» بيت لاهيا، وفى مايو 2023 وصلت المشروعات المصرية لمراحل متقدمة بحسب صور نشرتها وسائل إعلام فلسطينية، تلتها زيارات وفود فنية وهندسية مصرية.

ريادة مصر فى إعادة الإعمار واحدة من عناوين المساندة المصرية الدائمة للقضية، وحضورها الراسخ طوال تاريخ الصراع، ودعمها السياسى والدبلوماسى للأشقاء، مثلما دعمتهم عسكريا واجتماعيا وماديا فى زمن النكبة، وتحظى الجهود المصرية طوال الوقت بالإشادة والتقدير الدوليين؛ ففى 2 فبراير 2023، زار وفد أوروبى عددا من المشروعات ضمن مبادرة الرئيس السيسى لإعمار غزة، وقال سيفن كون بورجسدورف، ممثل الاتحاد الأوروبى فى فلسطين: «نحن مع أصدقائنا المصريين كى نتعرف على ما يفعلونه، ونتابع تطور المساعدات والارتقاء بالبنية التحتية».

كما أشاد القادة العرب بجهود مصر خلال القمة العربية العادية الحادية والثلاثين بالجزائر، نوفمبر 2022، وثمّنت الحكومة الفلسطينية دور الفريق الفنى الهندسى المصرى المشرف على المشروعات وما أنجزه فى القطاع.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر 2023، لم تتوقف الجهود المصرية لاحتواء التصعيد ووقف الحرب، ونجحت فى إنفاذ المساعدات رغم مماطلة الاحتلال، وأبرمت هُدنة أولى فى نوفمبر التالى، كما احتضنت قمة القاهرة للسلام من أجل بناء موقف دولى مساند للفلسطينيين، ونجحت فى إعادة حل الدولتين إلى الواجهة، وكثّفت من أنشطة الإغاثة من خلال مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، حتى أنها أرسلت أكثر من 80% من إجمالى المساعدات الواصلة للقطاع، مقابل أقل من 20% أرسلتها بقية دول العالم ومؤسساتها.

5566
 

 

ععع
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة