افتتاحية أوبزرفر: على حلفاء إسرائيل إقناع نتنياهو ألا يقف عقبة في وجه السلام

الأحد، 19 مايو 2024 01:45 م
افتتاحية أوبزرفر: على حلفاء إسرائيل إقناع نتنياهو ألا يقف عقبة في وجه السلام بنيامين نتنياهو
كتبت رباب فتحى - أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأت صحيفة أوبزرفر البريطانية، أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتدمير حماس بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي لم يكن من الناحية العملية، قابلا للتحقيق على الإطلاق ، فبعد ثمانية أشهر من الصراع الذي أعقب ذلك، استشهد أكثر من 35 ألف فلسطيني ومع ذلك لا تزال حماس تقاتل في أجزاء من غزة التي اعتقد الجيش الإسرائيلي أنه يسيطر عليها، وتلوح في الأفق أزمة إنسانية جديدة حول رفح الفلسطينية حيث تم تهجير 640 ألف شخص مرة أخرى، فضلا عن الفشل فى إعادة الرهائن الإسرائيليين.

وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الألكتروني اليوم الأحد- إن هزيمة حماس لا تزال تشكل هدفا حيويا بالنسبة لإسرائيل. ولكن منذ البداية فشل نتنياهو -أو بالأحرى رفض- في صياغة استراتيجية "اليوم التالي" لإدارة (وإعادة بناء) غزة. وعلى الرغم من الأدلة الواضحة فإنه يرفض التسليم بأن القوة العسكرية وحدها لن تنجح، وإن هزيمة حماس، يتعين أن تكون سياسية وقانونية واقتصادية ونفسية بقدر ما تكون جسدية.
وأضافت الصحيفة أن سلوك نتنياهو يغذي الشكوك حيال أنه يسعى إلى شن حرب إلى أجل غير مسمى، لإطالة عمر ائتلافه المنقسم ــ ومسيرته المهنية، وتفجرت هذه التوترات وظهرت إلى العلن في الأسبوع الماضي عندما اتهمه وزير دفاعه يوآف جالانت، بقيادة إسرائيل نحو احتلال عسكري ومدني دون نهاية تلوح في الأفق ومختلف عليه لغزة والذي من شأنه أن يقوض أمنها.

وأشارت الأوبزرفر، إلى أن جالانت اقترح أن توافق إسرائيل على قيادة فلسطينية بديلة في غزة، فيما يعد ذلك تكرارا لمقترحات سابقة غير رسمية والتي تعطي دورا قياديا للسلطة الفلسطينية التابعة لفتح في رام الله. ولأنه يعلم أن حلفائه اليمينيين المتطرفين يفضلون إسقاط حكومته بدلا من الموافقة، فقد رفض نتنياهو الفكرة رفضا قاطعا. واعتبرت الصحيفة أن هذا الانقسام العلني الذي بات على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية فضلا عن استمرار الجمود في محادثات وقف إطلاق النار، ربما يقودان إلى تعزيز اعتقاد حماس بأنها تكسب الحرب الموازية من أجل الحصول على التعاطف الدولي.

ومضت الصحيفة تقول إنه يتعين معالجة مسألة عدم وجود استراتيجية متفق عليها للسلام بشكل عاجل. وبما أن نتنياهو يرفض التزحزح عن موقفه، وبما أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية تبدو غير قادرة على تغييره أو الإطاحة به، فينبغي على المجتمع الدولي أن يأخذ زمام المبادرة. فخطط "اليوم التالي" موجودة بالفعل في الخطوط العريضة وهم فقط بحاجة إلى اتخاذ إجراءات.

وفي الوقت نفسه، يعكف المسؤولون الأمريكيون -بمن فيهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على تطوير "صفقة ضخمة" طموحة لا تهدف فقط إلى عزل حماس ووقف الحرب في غزة، بل إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في نهاية المطاف، مشيرة إلى أن حل الدولتين الأسطوري يمكن أن يصبح حقيقة واقعة بعد طول انتظار.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها الافتتاحي بالقول إنها لقطة طويلة، ولكن وسط كل الغضب الشديد الذي تمخض عن الهجوم الموسع على رفح الفلسطينية والمجاعة الجماعية الناجمة عن منع إمدادات المساعدات فضلا عن الإجراءات القضائية في لاهاي بشأن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، أصبح من الأهمية بمكان أن نتذكر أنه لا تزال هناك طرق لتجاوز مستنقع البؤس هذا، ولا تزال هناك خيارات وحتى لو لم يتمكن من رؤية ذلك بنفسه، فلابد وأن يخبر أصدقاء إسرائيل، نتنياهو بشكل خاص بأن الوقت قد حان لاختيار السلام.


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة