كمال حبيب

أخلاق الإسلاميين المعاصرين

الإثنين، 17 مارس 2014 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان النبى صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشى على الأرض، وكما قالت عائشة رضى الله عنها «كان خلقه القرآن»، وقال صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ومن بين أهم تلك المكارم الصدق وعدم الكذب، ففى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». وفى الحديث « البر حسن الخلق، والإثم ما حاك فى النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس»، وفى الحديث أيضاً أن النبى صلى الله عليه وسلم «إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم عنى مجلساً يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون والمتفيقهون، ومعروف أن الثرثار هو كثير الكلام فيما لا معنى له ولا قيمة، والتشدق هو ملء الفم بالكلام الكبير يعرف قائلوه أنه كذب وبهتان، أما التفيقه فهو اصطناع وادعاء الفقه والعلم بما لا يحسن. وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وفى الحديث «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
أقول كل هذا بمناسبة أننى كتبت على صفحتى بالفيس بوك «بوستا» يتصل برأى لى، فإذا بعصابة ولكنها على الفيس بوك تنطلق على كالضباع تسب وتشمت وتكذب وتتعاضد فيما بينها على الشر، مختلطة فى مشاعرها ونفسياتها النساء والبنين والشباب، لكى تعيدنى بالذاكرة إلى بعض ما كان يجرى فى مناطقنا الشعبية بالبلطجة أو المجموعات المأجورة المتخصصة فى السب والشتم واللعن، والعجيب أن كلا يدخل فى النقاش منتصراً للضبع المجاور له دون حتى أن يعرف القصة، أو أن يعرف الشخص حتى أو الموضوع نفسه. والأصل فى المسلم الحرمة «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، هذا هو الأصل، والمسلمون فيما بينهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، ولكن أن تنطلق عصابة متضبعة تنتصر لنفسها ولبعضها بالحق والباطل، متحللة من كل قيد أخلاقى يفرضه عليها اتجاهها ونسبته إلى الإسلام كدين، وإلى الإسلام كموقف وحركة ثم تجدها تطلق لسانها فى لوثة شبه مجنونة، فذلك معناه ذهاب الوظيفة الأصلية لوجودنا وحياتنا وهى أن نكون نموذجا فى الأخلاق، وفى الرفق وفى القول الصادق الطيب.

كان الموقف بائساً جداً، أن يفحش فى القول والفعل شباب وشابات ينتسبن زورا للحالة الإسلامية، فيقدمون نموذجاً منفراً ومقززاً، بحيث يبدو الإسلام وكأنه مجرد قشرة خارجية لم تتعمق فى النفس. الأهم من الانخراط فى عملية السياسة وفتنتها ومعاركها وصراعاتها، هو أن نكون ملتزمين بأخلاقنا، وبقيم الإسلام الحقيقية، فإن الله سوف يسألنا عما فرضه علينا من حسن الخلق والالتزام بالصدق وعدم الكذب، ولنا يسألنا عن اجتهاداتنا السياسية، وصحيح قول أمير الشعراء «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، الأخلاق أولا، فقبل أى ممارسة لا بد وأن تستند إلى الأخلاق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حمزه عواد

برأيك يا سيدى هل هؤلاء القتله مسلمون

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف المصرى

مقال رائع واتمنى ان يقرئه الجميع وليس المسماه اسلاميون وهم بعيدون عن الاسلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة