كمال حبيب

سلمان وأردوغان والسيسى.. أولوية الجيواستراتيجى

الثلاثاء، 03 مارس 2015 01:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد الشرق الأوسط تحولات قد تقود إلى بناء كتلة سنية لتواجه النتائج القادمة المترتبة على الوصول إلى اتفاق أمريكى غربى مع إيران حول برنامجها النووى، تمثل إيران بولاية الفقيه ما تعتبره دولة الشيعة وحاميتهم فى المنطقة، بينما لا تستقر دول السنة فى المنطقة على كلمة سواء، لا هى ولا جماعاتها التى لا تسمع سوى صوت نفسها واجتهاداتها الحمقاء ونزقها السياسى.

الإقليم يواجه مشكلة، وهى أن الأغلبية فيه وهم السنة ليس لديهم قوة إقليمية واحدة تعبر عنهم، بينما الشيعة وهم أقلية لديهم قوة إقليمية تتحدث باسمهم وتعلن حمايتها لهم، وتعمل على توظيف ولاء الشيعة فى الإقليم كلهم لها بحيث يتحولون إلى أوراق فى لعبتها الإقليمية مع أمريكا والغرب ومع القوى الإقليمية فى المنطقة، بينما يتمدد النفوذ الشيعى والإيرانى بقوة نجد ارتباكا سنيا واضحا يصل إلى مستوى التخبط وعدم الوضوح، سواء فى اليمن أو فى سوريا أو فى العراق أو ليبيا.

ورغم أن أمريكا تتحالف سرا مع إيران ولا تعلن ذلك، فإنها فى التحليل النهائى لا تفعل ذلك وهى ترغب فيه وإنما تفعله لأن هذا هو منطق الجيواستراتيجى فى الإقليم، وجود قوة إقليمية متماسكة تعبر عن الشيعة بينما لا يوجد لسان واحد ولا صوت واحد ولا سياسة واحدة لدول السنة فى الإقليم، وأمريكا تريد التعامل مع قوة إقليمية لها كلمة واحدة وصوت واحد، بينما الأصوات المتنافرة والسياسات الضيقة والرؤى غير الاستراتيجية تمثل مشكلة فى التعامل معها.

مؤخرا اتفقت تركيا وأمريكا على تدريب القوى المعتدلة المعارضة للنظام السورى وتشترك فى هذه المسألة كل من السعودية والأردن، أى أن خطا بدأ فتحه بين الدول الثلاث، وهى سنية، لاتخاذ موقف من مواجهة داعش أولا ثم مواجهة نظام الأسد من بعد، ولأن التوافق الأمريكى والإيرانى يجرى على قدم وساق فإن الدول السنية فى الإقليم تتحسب لبناء حالة تسوى فيها خلافاتها وتنظر فى أمرها، وهذا متصل بزيارة أردوغان الحالية للسعودية، فهناك عمل لتسوية استراتيجية الدولتين فى سوريا بحيث يتفقان معا على دعم القوى المعتدلة فى المعارضة السورية بقول واحد لمنع صعود داعش والجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وجماعة خراسان أولا، ولتسوية الموقف فى سوريا بالتخلص من نظام الأسد.

تسعى تركيا وهى تواجه أزمات مع أمريكا فيما يتعلق بالدور التركى فى الإقليم إلى أن تجد حلفاء لها من السنة، وهى ترى أن السعودية القوة الاقتصادية والإقليمية الرئيسية فى الإقليم أحد القوى التى يجب أن تفتح معها خطوطا لبناء مواقف موحدة من أزمات الإقليم، كما أن السعودية بحاجة لتركيا لتكون ردءا لها فى مواجهة إيران التى تحيط بالخليج من كل جانب بما فى ذلك اليمن.

مصر هى قوة سنية ضخمة فى الإقليم، وفيها الأزهر الشريف وهو المعبر الدينى والعلمى عن أهل السنة فى العالم، وأمن الخليج مرتبط بقوة بأمن مصر، ومن هنا كانت دعوة السيسى لزيارة السعودية قبل القمة مع أردوغان حتى لا تبدو السعودية وكأنها تغلب تركيا فى علاقتها مع مصر، كما أن مشاورات السيسى حول بناء قوة عربية لدفاع مشترك عن أمن دول الإقليم العربى فى مواجهة الإرهاب من ناحية، وفى مواجهة المخاطر المقبلة على دول الإقليم هى مسألة ضرورية، وهى ضرورة عربية بالأساس.

قطر موضوع عربى يمكن احتواؤه لو صدقت النوايا، وأحس الجميع بخطر ما هو قادم، وفيه إشارة ممكنة لذلك فى حديث الرئيس المصرى مع قناة الحدث والعربية، بحيث تلتزم قطر بالرؤية الجديدة التى تمنع على أى قوة عربية دعم التيارات الدينية المتشددة فى سوريا، كما أن مسألة الإخوان المسلمين يمكن حلها أيضا لو التزم الإخوان بخريطة طريق ما بعد 3 يوليو، وبالتخلى عن مقصد إيذاء الدولة المصرية وإرباكها، بيد أن تحولات الإقليم الرئيسية تفرضها أوضاعه الجيبوليتكية والجيواستراتيجية، وهى ستتقرر فى العواصم الإقليمية وليس فى نوادى المنافى الخلفية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين كامل

مفروض نفوق ونعرف ان كل ده مخطط واحد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة