كمال حبيب

مولد النور.. محمد خير الورى

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جئت يا سيدى تبشر بالرسالة الخاتمة.. وتنذر الأولين والآخرين بيوم الحق والعدل الصارم
 
 
يوم مولدك يا سيدى يا رسول الله هو علامة كبرى فى تاريخ الإنسانية وليس فى تاريخنا نحن المسلمين والعرب فحسب، فميلادك جاء بنور سرمدى أضاء للناس ما كانت فيه من جاهلية وشر، وفتح للعالمين أبوابا من تجليات وفيوضات الرحمن سبحانه وتعالى على خلقه بأخذهم من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهدى ومن عبادة الأوثان إلى تحرير الإنسان ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.
 
كانت وشائج الصلة بين السماء والأرض وبين الحق والخلق قد ضعفت حتى كادت أن تتبدد، فجئت يا سيدى يا رسول الله لتمتن روابطها وترد الإنسان كل الإنسان فى الجاهلية الأولى وفى كل حالة تطغى فيها الجاهلية إلى العدل والحرية والخير والتواضع واحترام الكون والمخلوقات التى منحها الله للناس جميعا باعتبارها ميراثا مشتركا لهم لا يحتكره قوما استنادا إلى القوة الغاشمة لمصالحهم هم دون بقية خلق الله، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، بهذا المعنى فمولدك ورسالتك وحضورك المادى والمعنوى فأنت حاضر معنا بروحك وحاضر معنا بالقيم التى أسستها وأرسيتها وعلى رأسها التراحم بين كل الناس والتراحم بينهم وبين المحيط الذى يعيشون فيه من مخلوقات الله سبحانه وتعالى العجماء الحية كالحيوانات والنباتات والجامدة كالأرض والسماء.
 
عرفتك ياسيدى يا رسول الله منذ كنت طفلا صغيرا، أذهب إلى مسجد قريتنا فى بلدتى «ديمشلت» أتعلق ببعض ثوب أبى رحمه الله حين يذهب للصلاة ويأخذنى إلى الميضأة، ثم أحفظ التشهد وفيه الصلاة والسلام عليك يا سيدى «اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد»، وعرفتك يا سيدى يا رسول الله لما طالعت كتاب بن قيم الجوزية «691 هـ - 751 هـ» الكبير بعنوان «جلاء الأفهام فى الصلاة على خير الأنام»، وراجعت كل ما دققه المحقق الكبير فى صفة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم التى جاءت بصيغ متعددة كلها تثبت الصلاة عليك وعلى الآل، كما تثبت الصلاة على إبراهيم وآله.
 
عرفتك يا سيدى يا رسول حين طالعت كتاب الشمائل للترمذى «أبوعيسى محمد 209 هـ - 279 هـ»، وهو كتاب ضخم عشت معه أياما وليالى عددا أطالع صفاتك الجسدية والمعنوية التى رفعتنا نحن المسلمين إلى أن نكون من أتباعك ومن المتعلقين بمنهاجك، فالله قد رفع لك ذكرك وأنت يا محمد يا حبيب الله قد رفعت لنا نحن ذكرنا، فاللهم صلى وسلم وبارك عليك ملء السموات وملء الأرض وملء ما شاء الله بعد. وإنك لعلى خلق عظيم «هكذا وصفك ربك، وقد بعثك الله لتتمم مكارم الأخلاق، ودعوت أنت إليها على أحسن وجه وقلت: إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا».
 
أنت شاهد ومبشر ونذير وأنت خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنت من أحيا من جديد دعوات الرسل والأنبياء السابقين بعد أن ران عليها غبار العادات والتقاليد وغبشها تفسيرات رجال الدين وأحكام الحكام الدنيويين، فقد جئت تبشر بالرسالة الخاتم، وتنذر الأولين والآخرين بيوم الحق والعدل الصارم الذى يرد فيه الله سبحانه للمظلومين من ظالميهم حقوقهم، كما تنذرهم بالسعى فى الأرض والقيام على عمرانها وتحقيق معنى الاستخلاف فيها على قواعد العدل والعلم والحق والحرية والكرامة الإنسانية، وأنت شهيد علينا كما يبعث الله الأنبياء شهداء على أممهم، يشهدون عليهم بأنهم أقاموا حجة الله عليهم، وأنا أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة وجاهدت فى الله حق جهاده وأعلم يا حبيبى يا رسول الله أنك أشفق بأمتك من الوالدة على ولدها، لذلك ادخرت لنا للأمة المحمدية شفاعتك يوم القيامة ألا يبقى فى النار أحد من أمتك حتى عصاتها، فلا يخلدون أبدا فيها كرامة لشفاعتك يا حبيبى يا رسول الله.
 
صلى الله عليك يا علم الهدى ما حن مشتاق إلى رؤياك، وما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة