محاولات إسرائيلية واهية للتنصل من جريمة "المعمداني".. والسوابق الدموية والتزامن مع دعوات التهجير أكبر الأدلة.. الجيش طالب بإخلاء المستشفيات قبل القصف بأيام.. وإمكانات الفصائل لا تحدث التدمير الذي أحدثه القصف

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 07:37 م
محاولات إسرائيلية واهية للتنصل من جريمة "المعمداني".. والسوابق الدموية والتزامن مع دعوات التهجير أكبر الأدلة.. الجيش طالب بإخلاء المستشفيات قبل القصف بأيام.. وإمكانات الفصائل لا تحدث التدمير الذي أحدثه القصف قطاع غزة
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعاوى إسرائيلية، حاولت فيها "الدولة العبرية" من التنصل من جريمتها النكراء، التي ارتكبتها، عبر قصف المستشفى المعمدانى في قطاع غزة، خاصة بعد اتساع دائرة الإدانة الدولية للخطوة التصعيدية، التي تمثل انتهاكا لكل الأعراف الإنسانية، وأحكام القانون الدولي، بل وانعكاسا للطبيعة غير الإنسانية للعمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ أيام، ردا على عملية "طوفان الأقصى"، والتي تمثل نتيجة مباشرة لسياسات التسويف والمماطلة التي تتبناها إسرائيل ومن ورائها حلفائها الدوليين.

محاولات التنصل الإسرائيلي من جريمة قصف مستشفى، وأدت إلى قتل مئات المواطنين العزل، وأغلبهم من النساء والأطفال، ربما لم تكن مجدية إلى حد كبير، وهو ما يبدو في حجم الادانات التي انطلقت في كل أنحاء الكوكب، في انعكاس لفشل الآلة الإعلامية للاحتلال في الترويج لكذبته، وهو ما يمثل فشل جديد، في الحرب الإعلامية التي يحاول شنها، لتشويه صورة الفلسطينيين، حتى أنه اتهم التنظيمات في قطاع غزة بشن الهجوم غير الإنساني، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يقبله عقل.

فبالنظر إلى إمكانات التنظيمات الفلسطينية، فنجد أنها لا تمتلك صواريخ ذات قدرة تدميرية عالية، يمكنها أن تترك التداعيات الكبيرة التي شهدها القصف، كما أنها لو امتلكت مثل هذه الصواريخ، فكان من الأجدى أن تصوبها تجاه تل أبيب، بدلا من استهداف الفلسطينيين العزل، حيث لم تشهد الأيام الأولى من التوتر، خلال عملية "طوفان الأقصى" استخدام أي سلاح من قبل الفلسطينيين أحدث هذا الكم من التدمير على الأراضي الإسرائيلية.

من جانب آخر، فإن الاحتلال الإسرائيلي وجه تحذيرات صريحة باستهداف المستشفيات، وطالب بإخلائها قبل عدة أيام، وهو ما يعكس أن الأمر كان مخطط له من البداية.

فبحسب مصادر طبية فلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء عدة مستشفيات في مدينة غزة وشمال القطاع، يوم السبت الماضي، كما تم إخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة.

كما قال مصدر مسؤول في مستشفى "القدس" في مدينة غزة، التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في وقت سابق قبل القصف الإجرامي، إن الجيش الإسرائيلي أنذرهم بإخلاء المستشفى فورا.

وأعلنت إدارة مستشفى العودة الحكومي في شمال قطاع غزة تلقيها بلاغات رسمية من الجيش الإسرائيلي بضرورة إخلاء كامل المستشفى بما في ذلك المصابين والمرضى.

الدعوات لإخلاء المستشفيات في قطاع غزة، تزامنت مع أخرى لتهجير سكان القطاع من الشمال إلى الجنوب، في ظل مؤامرة تهدف في الأساس إلى إخلاء غزة من سكانها، وهو ما يحمل أهدافا أبعد تتجسد بوضوح في تفريغ القضية الفلسطينية من محتواها، على اعتبار أن المواطن هو المدافع الرئيسي عن وطنه.

وهنا تبدو أهمية القصف الإجرامي على قطاع غزة، من وجهة النظر الإسرائيلية، حيث تمثل النتائج الكارثية المترتبة عليه سببا وجيها لدفع ألاف السكان للخروج من القطاع والاتجاه جنوبا، تمهيدا لنقلهم لدول أخرى، وهو ما يمثل الهدف الرئيسي للعملية برمتها، في إطار محاولات تقويض القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تأسيس دولته المستقلة.

الطبيعة الانتقامية للهجوم هي الأخرى تمثل بعدا أخر، ودليلا جديدا على أكاذيب الاحتلال فيما يتعلق بتنصله من الجريمة البشعة التي ارتكبها، حيث يأتي في أعقاب "طوفان الأقصى"، والذي ترى "الدولة العبرية" أنه أهان كبرياء جيشها، وبالتالي تريد أن تبعث برسالة للفلسطينيين أن النتائج ستكون كارثية عليهم حال إقدام التنظيمات بهجمات مماثلة عليهم، وهو ما يعني أن الأفق السياسي غائب تماما عن عقلية الاحتلال في التعامل مع الأوضاع في غزة.

تبقى نقطة أخرى، تدحض ادعاءات إسرائيل في هذا الإطار، تتجسد في السوابق التاريخية، في ظل مجازر متواترة ارتكبتها قوات الاحتلال منذ ظهورهم إلى النور، على غرار مذبحة "بحر البقر" في مصر، ومذابح يافا في لبنان، والأقصى في القدس، وحتى خان يونس وعائلة البطش في قطاع غزة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة